مجتمع مريض
آخر تحديث 21:34:53 بتوقيت أبوظبي
السبت 5 نيسان / أبريل 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

مجتمع مريض

مجتمع مريض

 صوت الإمارات -

مجتمع مريض

بقلم: كريمة كمال

هل بتنا مجتمعًا مريضًا؟، هل يمكن أن نطرح هذا السؤال، بعد أن تكررت حالات ابتزاز الفتيات التى قادتهن إلى قتل النفس والانتحار تخلصًا من الفضيحة التى تُحاك لهن.. بعد «بسنت»، جاءت «نيرة»، وقبلها أخريات، ولم يتوقف سيل الضحايا.. فتاة متفوقة جاءت من الأرياف إلى جامعة العريش لتلتحق بكلية الطب البيطرى وتعيش فى المدينة الجامعية، فتسقط فى فخ التنمر والابتزاز، وقد اعتدنا أن يأتى هذا الابتزاز من شباب، أما هذه المرة فقد قادت الابتزاز فتاة زميلتها، أى فتاة مثلها، سواء سرقت صورها من الفيس بوك أو قامت بتصويرها فى الحمام لتهددها بنشرها على كل مواقع التواصل، أما لماذا؟، فلا أحد يدرى حتى الآن الدافع الذى دفعها مع زميل لها إلى مطاردة الضحية، حتى بعد أن حاولت الاعتذار لها.. لم تجد وسيلة ولا مهربًا من الفضيحة، وتصورت رد فعل أهلها البعيدين عنها، وبقى الخلاص فقط فى حبة غلة اشترتها لتبتلعها وتفارق الحياة فى المستشفى.

قصة بشعة بكل المقاييس، والأسوأ ما جرى بعد ذلك على مواقع التواصل الاجتماعى، فقد خرجت بعض الصفحات المجهولة لتخوض فى عِرض الفتاة الميتة، وكلها تحسب نفسها على عنوان واحد، هو «زملاء نيرة يكشفون حقيقتها»، حيث يدعون أنها كانت لها علاقة بشاب، وأنه قام بتصويرها وابتزازها.. اللافت أن كل هذه الصفحات مزيفة، بينما خرج زملاء «نيرة» الحقيقيون ليعلنوا شهادتهم عن «نيرة»، وكيف أنها كانت جادة، ولا تهتم سوى بدراستها وتفوقها، فلماذا يحاول البعض تشويه الضحية؟.

فكرة تشويه الضحية تُذكرنى أيضًا بـ«نيرة» أخرى قُتلت على باب جامعتها من زميل لها لم يقبل رفضها له، وبعد دفن الضحية خرج مَن يتعاطف مع القاتل حتى بت أتصور أنهم على وشك أن يصنعوا له مقامًا. ما يقف وراء مثل هذه الصفحات إما مرضى نفسيين أو منتمين لمَن له مصلحة فى الدفاع عمن هو متهم أو مَن يكره أى امرأة أو فتاة، ويقف فى صف الشاب، حتى لو كان قاتلًا. كل ذلك يعنى شيئًا واحدًا، وهو أننا لم نعد مجتمعًا سليمًا، بل نحن حقًّا فى حاجة ماسّة إلى الدراسة النفسية والاجتماعية، فما يجرى من جرائم غير عادى، والتفاعل الذى بات يحدث ما بين المصريين بات تفاعلًا مريضًا، حتى بين الشباب أنفسهم، بل ربما هم الأكثر تعرضًا للأمراض النفسية والاجتماعية بحكم السن والضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية.. سبق أن تساءلت: لماذا لا يُجرى مركز البحوث الاجتماعية والجنائية دراسات حول حوادث العنف والابتزاز التى باتت تتكرر بشكل لافت وغريب؟.. نحن فى أمَسّ الحاجة إلى دراسة ما يجرى فى المجتمع، خاصة وهو يتفاقم ويتزايد يومًا بعد يوم.

تغليظ العقوبات وحده لا يكفى، فيجب أن تكون هناك توعية كافية فى المجتمع، بحيث يدرك مَن يريد أن يسلك طريق الابتزاز أنه يمكن أن يعاقب عقابًا قد يكلفه مستقبله، وأن تعلم الضحية ما الذى يمكن أن تفعله إذا ما تعرضت لحالة ابتزاز، وأعتقد أن المجتمع المدنى هو الأقدر على القيام بمثل هذا الدور فى مساعدة الضحية، بدلًا من أن تجد نفسها وحيدة فى مواجهة مجتمع لا يرحم، فتتخلص من حياتها.. كلمة أخيرة لكل مَن ادّعَى على «نيرة» أنها كانت على علاقة بشاب.. أولًا: ليس من حق أحد أن يخوض فى خصوصيات الآخر، ولا أن يُنصب من نفسه قاضيًا عليه من حقه أن يحكم وأن يدين سواء كان هذا حقيقيًّا أم مجرد افتراء.. وأخيرًا: هل ستتم ملاحقة مَن ابتز «نيرة»؟، وهل ستتم ملاحقة مَن أراد تشويه صورتها بعد أن رحلت؟.. نحن فى الانتظار

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجتمع مريض مجتمع مريض



GMT 21:20 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

خولة... لا سيف الدولة

GMT 21:19 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

انتصارُ أميركا على الحوثي لا يكفي

GMT 21:18 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

أميركا وإيران... سياسة «حافة الهاوية»

GMT 21:18 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

وزارة تشبه سوريا

GMT 21:16 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

ضرَبِتْ فى وشه!

GMT 21:15 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

سعد الناس

GMT 21:15 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

النصائح وأصحابها الأشرار

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 09:49 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تتويج الإسطبل الأحمر في نهاية سباق الخيل السنوي الكبير

GMT 21:47 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز الأفكار لتنسيق الديكورات الخشبية لشاشات التلفاز

GMT 23:30 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

محمد عساف يحيي حفلًا غنائيًا في الرياض الثلاثاء المقبل

GMT 20:11 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

الشيخ حمدان بن راشد يحضر أفراح الغفلي والكتبي في دبي

GMT 16:51 2013 الجمعة ,27 أيلول / سبتمبر

الدوحة تصدر عبقرية محمد لعباس محمود العقاد

GMT 14:57 2015 الإثنين ,26 كانون الثاني / يناير

تجارب فنية جديدة في الدورة الثانية عشر من بينالي الشارقة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates