«تمدين الريف» بدءاً من «الريحان»

«تمدين الريف» بدءاً من «الريحان»

«تمدين الريف» بدءاً من «الريحان»

 صوت الإمارات -

«تمدين الريف» بدءاً من «الريحان»

حسن البطل

لا أشتغل ولا أفكر بالاشتغال لدى (ص.ا.ف)، لكنني، شأن مواطن وشأن صحافي، انشغلت بشيء يشبه، لغة وشكلاً، صافات من الحجر الأبيض المعماري الملطش بالأخضر الطبيعي، أي مشروع «ضاحية الريحان».
«الصافات صفاً» في كتاب الله العزيز الحكيم هي إما طيور تصف أجنحتها (للمقاربة مثل طائرات على مدرج حاملة طائرات) أو هي كناية عن «الملائكة». يُقال: «ناقة صفوف» أي مدرارة اللبن.
لطشت من زميلي المحرر الاقتصادي مجموعة «كتالوغات» لأرى كيف تبدو «صافات» الضواحي، بدءاً من ضاحية الريحان، في المحاكاة الحاسوبية للوحدات السكنية ومنافعها بالذات، وبدافع أقوى (ربما لأنني جغرافي - جيولوجي أصلاً) هو رؤية الموقع «من فوق». يا الله.. كم أتوق لرؤية تلال البلاد من فوق!
عشمي أن إحدى شركات (صاف) استعانت بخدمات «غوغل إيرث» المصوّرة لتحديد الموقع (خمس دقائق عن رام الله) وليس بخدمات الكارتوغرافيا الجوية الإسرائيلية.
أملي أن تبقى الضاحية (وهي أول استيطان وطني، أو توطين إسكاني بمواصفات جيدة) ضاحية، وألاّ تمدّ مدينة رام الله - البيرة ذراعها لتحتوي قرية سردا، أو تمدّ ضاحية الطيرة أناملها (بأظافرها المدرّمة.. مع مانيكور وبيدكور) إلى مشروع الضاحية.. يعني؟ ترك فراغات خضراء، وبالتالي إبراء مدننا من داء الكردسة (من كردوس، وهي مفردة لوجستية عسكرية إسلامية قديمة، يناظرها الفيلق والجحفل.. والجيش اللجب).
معماريونا صاروا مَهَرة في بناء الوحدات السكنية، والآن يزدادون خبرة مع بدء سلسلة من «الضواحي» لبناء أحياء ثم مدن جديدة، لأن المشروع الرائد لبناء أوّل مدينة في الضفة (روابي) قد يتطوّر الى ما يشبه «نيو رام الله».
أقف على الحياد في سجال بين أصحاب ادّعاءين، يقول الأول: إن مدن الضفة تفيد في «تمدين» قرى ريفها؛ ويقول الثاني: إنّ زحف سكان القرى الى المدن يقوم «بترييفها»، بينما يدّعي رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لصندوق الاستثمار الفلسطيني (صاف) أن فلسفة الضواحي هي بناء نمط نموذجي إسكاني يجمع الأصالة بالذات، ويمزج حياة الريف بحياة المدينة.
نظرة إلى المدن الرئيسة في هذه الضفة تفيد بأن معظمها على خط عمودي واحد، وهي تتمدد بحيث قد تأتي على الاحتياطي الاستراتيجي من الأراضي الزراعية (مثلاً: من آخر بيرزيت حتى آخر بيت لحم ما يشبه هيكلاً عظمياً لديناصور حجري).
على أن للمدن الفلسطينية في الضفة ميّزة لا نجدها في الكثير من مدن الشرق الأوسط (والعالم الثالث أيضاً) وهي خلوّها من إحاطتها بسوار من «مدن الصفيح»، أو الأحياء الرثّة، ولكنها قبل زمن السلطة، كانت أطرافها مهددة ببناء عشوائي يستبق إقامة البنية التحتية الضرورية.
للعلم، فإن بنية مستوطنة «معاليه أدوميم» التحتية مؤهّلة لاستيعاب التطوير حتى العام 2050، وهي أقوى من البنية التحتية لتل أبيب ذاتها.. كما يقال. بينما تقادمت شبكات المياه في معظم مدن الضفة.
هناك ما يشبه سباقاً فلسطينياً - إسرائيلياً غير متكافئ على «تحجير» تلال هذه الضفة المصابة ببرص أخضر أو بهاق أخضر (مايكل جاكسون مصاب ببهاق أبيض كما يقولون). الإسرائيليون نثروا على تلال الضفة ما يقارب الـ 120 مستوطنة (مدينة، بلدة كبيرة، ضاحية)، ونحن سنبدأ بعدد محدود من الضواحي.
يفترض بالضواحي الفلسطينية ألا تخلّ باخضرار التلال، بل تزيدها اخضراراً، لأن عدد الأشجار المزروعة في كل ضاحية يزيد على معدّل الأشجار في المساحة ذاتها. فمثلاً، ضاحية إسكان أساتذة جامعة بيرزيت المطلّة على ضاحية الطيرة، وعدد أشجار الضاحية الأخيرة أكثر من عددها عندما كانت تلالاً عذراء. المهم أن تكون ضواحينا ذات مشهد يجمع الأبيض بالأخضر، كما يفاخر بذلك سكان المستوطنات اليهودية.
على العموم، كان بناء المدن الجديدة بداية بناء الدول الجديدة، فإذا كانت 2000 وحدة سكنية في الضاحية تعني إسكان 10 آلاف مواطن، فإن مشروعاً لبناء 30 ألف وحدة سكنية في عدد من الضواحي يعني بناء مدينة في حجم الخليل من حيث عدد السكان.
يلزم دولة فلسطين عشرات الضواحي وعدّة مدن جديدة على التلال الجرداء المطلّة على الغور ليتغيّر المشهد الفيزيائي والعمراني والديمغرافي. من فوق، عبر «غوغل ايرث» ومن تحت أيضاً.. أي على خط النظر.

"الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تمدين الريف» بدءاً من «الريحان» «تمدين الريف» بدءاً من «الريحان»



GMT 01:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 01:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب «الجيل الرابع» تخوضها إسرائيل في لبنان!

GMT 01:29 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة الرئيس المنتخب أم الفوهرر ترمب؟

GMT 01:28 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة بدأت في الرياض

GMT 01:28 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة بدأت في الرياض

GMT 01:28 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مسعَد بولس بعد وعود ترمب

GMT 01:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عن قمّة الفرص في إقليم مضطرب

GMT 01:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أولوية مشروع الدولة!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 14:49 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

محلات "pinkie girl" تطرح فساتين مخملية في شتاء 2018

GMT 06:04 2015 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

التنورة المطبّعة تمنح المرأة العاملة الأناقة والتميّز

GMT 12:39 2015 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تكشف عن ساعة "سيليريا" الجديدة للمرأة المثالية الأنيقة

GMT 20:36 2013 السبت ,06 إبريل / نيسان

مراحل التطور الجسمانى عند الطفل

GMT 09:26 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

منزل إيلي صعب الجبلي في لبنان فخم وضخم

GMT 12:43 2014 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

غرفة الشارقة تشارك في معرض جيتكس 2014

GMT 22:09 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

مؤشر عقار أبوظبي يربح 23% منذ بداية 2013
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates