المالك النائم

"المالك النائم"

"المالك النائم"

 صوت الإمارات -

المالك النائم

بقلم :علي العمودي

تابعت منذ أيام شكوى أحد ملاك العقارات من الأعباء والغرامات التي ترتبت عليه بعدما ترك الحبل على الغارب لمستثمر عاث في بنايته تقطيعاً وتقسيماً لتكديس أكبر عدد من المستأجرين فيها. وبدلاً من أن يلوم نفسه، لام الجهات المختصة لأنها «صبرت» أعواماً على المستثمر الأجنبي لتحصيل مستحقاتها التي وجد نفسه ملزماً بسدادها.
لم تكن هذه الحالة الأولى من نوعها، فقبلها كان أحد الملاك في حالة من الغضب لقطع الكهرباء عن داره، متناسياً أن اشتراك الدار الثانية التي سلم أمرها للمستثمر وتراكمت عليه ما يزيد على السبعين ألف درهم مستحقات للشركة المزودة للخدمة.
للأسف توجد نوعية من الملاك يستسلمون بسهولة لإغراءات «مستثمري الغفلة» الذين يغرونهم بعوائد مرتفعة جداً مقابل شيكات مؤجلة، ويغادرون بعد أن يكونوا جمعوا ما فيه النصيب من المستأجرين الباحثين عن مأوى يتوافق مع إمكانياتهم المحدودة. ويتركون الملاك كذلك أمام المستحقات المطلوبة لدوائر الماء والكهرباء.

لقد قامت الجهات المعنية بحملات قوية للقضاء على ظواهر سلبية كانت موجودة مثل «الكفيل النائم» الذي كان مستعداً لكفالة أي شيء، طالما سيدر عليه المال، ولا يستيقظ من سباته إلا بعد أن حركت البنوك الدائنة دعاواها، مطالبة بسداد ما اقترض منها «مستثمر الغفلة»، وبصورة عاجلة، بعد أن وصلت القضية المرفوعة في المحكمة لمرحلة التنفيذ من دون أن يدري بها صاحبنا.

كما اختفى تجار التأشيرات في أعقاب التشريعات المتطورة، والفعالة التي اعتمدتها «العمل» قبل أن يصبح مسماها وزارة الموارد البشرية والتوطين، فقد نجح نظام حماية الأجور في حماية المجتمع من تلك النماذج والحالات الغريبة من صور الإساءة للإنسان.

في الكثير من المواقع الإعلامية الأجنبية والأخرى المحلية باللغة الإنجليزية، تطالعنا من وقت لآخر صور لبنايات سكنية قطع عنها التيار الكهربائي والخدمات، وتصور السبب كما لو أن المالك هو الذي تأخر عن سداد المستحقات، أو يستخدم هذه الوسيلة والطريقة «لابتزاز» المستأجرين لرفع الإيجار عليهم، ويتجاهلون دور «مستثمر الغفلة» الذي يقف خلف المشكلة من أساسها، خاصة وهو يغري من يقعون في شباكه بأن الإيجار الذي يعرض عليهم يتضمن استهلاك الماء والكهرباء.

هذه المشاكل والقضايا التي تشهدها السوق العقارية، والتي تسهم فيها كذلك المطبوعات الإعلانية التي توزع مجاناً، بحاجة لإجراءات حازمة، تصحح الوضع القائم.

                           

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المالك النائم المالك النائم



GMT 21:18 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

"متحف الاتحاد"

GMT 14:52 2016 السبت ,11 حزيران / يونيو

في مواجهة التطرف

GMT 15:59 2016 الثلاثاء ,07 حزيران / يونيو

"أمة تقرأ"

GMT 09:06 2016 الإثنين ,25 إبريل / نيسان

مصر الغالية

GMT 09:15 2016 السبت ,23 إبريل / نيسان

​​مسؤولية تاريخية

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates