بقلم :علي العمودي
مكانة مصر في قلوب أبناء الإمارات وعند الشرفاء الصادقين في حبهم ووفائهم لمصر لخصها - في عبارة جمعت جوامع الكلم والمعاني - صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في إحدى زياراته المتعاقبة على أرض الكنانة بقوله، «إن مصر غالية علينا ومهمة لنا».
اليوم، ونحن نتابع أصداء الزيارة الميمونة التي قام بها سموه إلى القاهرة مؤخراً، وأمره تقديم أربعة مليارات دولار، دعماً للشقيقة الكبرى، بتوجيهات من قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وكذلك تفقده المشاريع التي تتم في «تجمع الشيخ محمد بن زايد» والمقامة على مساحة 20 ألف فدان، نجدها في مساق تلك العبارة التي تجمع مكانة مصر في القلوب، إدراكاً لدورها التاريخي الريادي، وموقعها في الوجدان والمستوحى من موقع استراتيجي، قال عنه مبكراً القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إن مصر بالنسبة للعرب في موقع القلب، فهل من حياة لجسد بلا قلب؟.
حقيقة لا يدركها المرجفون، ومن في قلبهم مرض وغل وحقد، ممن اعتقدوا في لحظة خرف وتوهم أن مصر ستكون فريسة أوهامهم، وأحلام مرشدهم الضال، وأنها ستسقط وسط شعاراتهم الجوفاء. نسوا أن «المحروسة» محروسة بعين الله، وسواعد الأوفياء المخلصين، من أبناء الشعب المصري العظيم، ومعهم أبناء الإمارات الذين يكنون لها كل الحب والتقدير والوفاء تحفّ بهم قلوب شرفاء هذه الأمة، وما برنامج المشروعات التنموية الإماراتية في مصر منذ 2013 إلا امتداد لجملة مواقف ومبادرات إمارات الخير والعطاء تجاه مصر، وأهلها منذ ما قبل قيام الدولة، استناداً لروابط تاريخية وعُرى متينة عصية على إدراك أصحاب القلوب المريضة، والأهواء المنحرفة، والحسابات الخائبة.
وعندما يقول معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، إن السعودية ومصر، هما رهان الإمارات للخروج بالعرب من دائرة الأزمات، فإنما يعبر عن رؤية استراتيجية إماراتية، وقناعة راسخة بدور الشقيقتين المحوري في مستقبل هذه الأمة التي يريد المتاجرون بالشعارات، ومحترفي المغامرات إشغالها عن مسارات التنمية للارتقاء بشعوبها. رؤية إماراتية تعمل على بناء تحالف يحصن العرب - كما قال معاليه - ويتصدى «لتحديات التطرّف والطائفية والفوضى التي تقوض مستقبل عالمنا العربي».
حفظ الله مصر وشعبها، وستظل «الغالية علينا».