بقلم :علي العمودي
من عاصمة الإنسانية، إمارات المحبة والعطاء، وفي رحاب عام القراءة الذي وجه به قائد مسيرة الخير والنماء صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أطلق فارس المبادرات وعاشق المركز الأول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مبادرة «أمة تقرأ» لتوفير خمسة ملايين كتاب للطلاب المحتاجين في مخيمات اللاجئين، وإنشاء 2000 مكتبة في شتى مناطق العالم الإسلامي، ودعم البرامج التعليمية للمؤسسات الإنسانية الإماراتية في الخارج.
مبادرة تصب في نهر العطاء الإماراتي الرقراق المتدفق الذي يجعل من الشهر الكريم، شهر رمضان المبارك سنوياً، محطة نور وضياء وأمل ووفاء، تتطلع إليها أفئدة وأبصار كل ذي حاجة من إخوتنا في الإنسانية ممن تقطعت بهم السبل، وتكالبت عليهم نوائب الدهر.
محطة هذا العام طابعها الخاص، وكما قال صاحب المبادرة «رمضان هذا العام ستنتقل فيه دولة الإمارات من إطعام الجائع وسقيا الماء، إلى سقيا العقول وتغذية الأرواح». وباختصار، هي رسالة جديدة من رسائل المحبة تطلقها قيادة الإمارات للمساهمة في الارتقاء بمجتمعات محرومة، وفئات تسببت ظروف الحروب والنزوح واللجوء فيما وصلت إليه من يأس وإحباط وحرمان من أبسط احتياجاتها، وفي مقدمتها حق العلم والمعرفة.
جسدت هذه المبادرة السامية حالة الانشغال الدائم من لدن سموه والقيادة الإماراتية بتلمس أحوال البشر من حولنا لقناعة رسخها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأن خير وجود الإمارات يجب أن يمتد للمحرومين أينما كانوا من دون تمييز للون أو عرق أو معتقد.
كما عبرت عن رؤية وقناعة بأن التصدي للظواهر المتفلتة التي تعاني منها العديد من مجتمعاتنا العربية والإسلامية جراء محاولة العُصب الظلامية المتطرفة تسيد المشهد، لن يتحقق إلا بنشر نور العلم والمعرفة، والسبيل إلى ذلك بالقراءة والإقبال على الكتاب. لقد استغل أصحاب الدعاوى الظلامية المتطرفة حالة الجهل المتفشي في تلك المجتمعات لتمرير مخططاتهم الإرهابية والإجرامية، بل وتجرؤوا على محاولة اختطاف ديننا الإسلامي الحنيف، وإلصاق وربط أعمالهم الإجرامية وربطه به. ولا أدل على ذلك ما يقوم به خوارج العصر من «الدواعش» في المناطق التي يظهرون بها.
مبادرة «أمة تقرأ» بشارة إماراتية للإنسانية بأن القادم أجمل.