تربية محاسبية
آخر تحديث 16:14:23 بتوقيت أبوظبي
الثلاثاء 28 كانون الثاني / يناير 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

تربية محاسبية

تربية محاسبية

 صوت الإمارات -

تربية محاسبية

بقلم : ناصر الظاهري

أنا أقول بصراحة لن يعتدل حال التعليم عندنا، وخاصة في المدارس الخاصة التي تكتظ بالطلبة، رغم أسعارها العالية، إلا إذا أكملوا كل الوظائف المتبقية في المدارس، وعينوا لها محاسبين، بدلاً من مربين ومعلمين ومدرسين، لأن التعليم لن يستقيم دون محاسبة، والتربية لن تجد طريقها لأبنائنا دون محاسبين، وبصراحة رضينا أن تكون مديرة المدرسة تخصص

«محاسبة ومسك دفاتر»، ورضينا أن يكون وكيل المدرسة تخصص «تجارة عين شمس»، وقبلنا أن يكون حارس المدرسة محاسباً خريج جامعة بيشاور، ولأنه لم يجد فرصته، قرر أن يكون في وظيفة أمنية مؤقتة، راضياً بالهزيل حتى يدرك السمين، ويجد وظيفة محاسب، لقد غابت المعايير التربوية والأخلاقية والتعليمية، وحلّت بدلها المعايير التجارية والمفاهيم المحاسبية، حتى يقول لك؛ بدءاً من العام الدراسي القادم ستفرض المدارس الخاصة على طلبتها رسوم بدل نفايات، ورسوم بدل حمل هاتف نقّال، ورسوم بدل حضور حصص السبت، لمن لا يرغب من

القبائل، وما أدري بعد، لكنها مثل هذه «الدعاسج»، المهم يظهرون فلوساً من أجل تشغيل صف المعلمين المحاسبين، والبعيدين عن التربية، القريبين من «التحصيل»، وصف المعلمات ذوات العلامات «المقبول»، والمجموع الذي لا يؤهل إلا إلى كليات التربية ومعاهد التعليم، طبعاً الجماعة لا يدرون عن تجربة اليابان التعليمية والتوعوية والتربوية، ولا يستوعبون طرق التعليم والتربية المتطورة للغاية في فنلندا، والدول الإسكندنافية، فما زلنا: «افتح الدفتر يا ولد، واكتب سطراً، واترك سطراً، وباعد بين الكلمات، ولا تنظر في دفتر زميلك» أو «حلّ الواجب ثلاث مرات، ولا تأتي للصف غداً إذا «ما جلّدت كتاب الرياضيات، ولا تنس الخميسية»!

نحن لا ننكر أن قطاع التعليم دخل مرحلة الخصخصة من أجل تحسين التعليم، وتقديم التربية الراقية، ومن أجل استقطاب تجارب عالمية، مبشرة وواعدة، ورفد بها حركة التعليم عندنا، لكن هذه في الأول والآخر مدرسة، وليس «سوبر ماركت»، وصحيح أن من حق الجميع أن يتكسب، لكن ليس على حساب أولويات المجتمع، وأسس أركانه، وما يمكن أن يساهم في تقويض بنيانه، ولا يعمل تلك الحلقات الثلاث، إلا معلم محاسب، ومعلمة ذات معدل ضعيف، وتبحث عن شغل ليشغلها، ومدرسة لا تحمل رسالة التعليم النبيلة، ولا تدري عن شرف هذه المهنة، وحارس مدرسة رضي أن يشتغل بشهادة المحاسبة من بيشاور عامل حراسة - وهذه الأخيرة بصراحة من «عندياتي» ولا تدخل في صلب الموضوع، الموضوع وصلبه يلخصه السؤال التالي: ما هو الدور التاريخي والحاسم الذي لعبته «المحاسبة» في التعليم الإماراتي المعاصر؟

المصدر : الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تربية محاسبية تربية محاسبية



GMT 20:35 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -2-

GMT 21:33 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -1-

GMT 20:29 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

خميسيات

GMT 20:27 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

مواء القطة الرمادية

GMT 19:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

الموكب الملكي المهيب

GMT 20:08 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

طريقة تحضير السبرنغ رول بالخضار

GMT 13:02 2018 الثلاثاء ,03 إبريل / نيسان

المعلمون يعلنون عن أهمية التعلم في الهواء الطلق

GMT 23:21 2016 السبت ,16 إبريل / نيسان

آبل تستعد لبيع هاتفها المليار

GMT 16:04 2016 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

شروط جديدة للراغبين بشراء الوحدات العقارية على الخارطة

GMT 13:41 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

تراجع أعداد الحشرات يُهدّد بحدوث انهيار للطبيعة

GMT 00:46 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إبراهيم عيسى يؤكد أن حراسة النصر مسؤولية كبيرة

GMT 15:56 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

"سم العناكب" يعالج أحد أخطر أنواع السرطان

GMT 14:54 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تطبيق الرسائل الخاص بـ"فيسبوك" يختبر ميزة جديدة

GMT 15:13 2015 الأربعاء ,28 كانون الثاني / يناير

عزيزة يدير ندوة عن مسرح سلماوي في معرض القاهرة

GMT 14:37 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمطار متفرقة على منطقة جازان في السعودية

GMT 08:53 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

صدور "نادى السيارات" للروائى علاء الأسوانى

GMT 22:58 2013 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

صدور 3 كتب عن تاريخ المغرب وشمال أفريقيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates