مواء القطة الرمادية
آخر تحديث 00:15:21 بتوقيت أبوظبي
الأحد 11 أيار ـ مايو 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

مواء القطة الرمادية

مواء القطة الرمادية

 صوت الإمارات -

مواء القطة الرمادية

ناصر الظاهري
بقلم - ناصر الظاهري

كان أول اتصال حقيقي بيني وبين القطط الأليفة في ذلك المنزل الإنجليزي من عام 1977، حين كانت القطتان تتمسحان بي كشخص غريب عن البيت، هكذا علمهما «جيسون» الذي ربما أصبح الآن «يعري» أنجليزياً، أو ربما شاخ مبكراً في حانته اللصيقة بزاوية غير قصية من منزلهم ذاك، إذا لم يلتحق بالبحرية الملكية، ويرى العالم بطريقته.
كان عهدي بقطط الحارة التي لا تترك حاثرة ولا باثرة إلا ولطمتها، ولا تبقي كدّافة بلدية، ولا صِنّية إلا وبعثرتها، أما ذلك السنور الهرم الذي ما إن يرى شخصاً يمشي في الحارة، إلا ويفتل له أحد شاربيه، ليؤكد له أن لا مزاحمة ولا ممازحة في اقتناص تلك الفئران الهاربة بحذر، وإن لم تجد قطط الحارة مبتغاها في الخارج، تجدها تتسلل إلى البيوت قبل الغداء، مدركة أن «حْلَى» هذا البيت لحم، وآخر سمك، لكن العجائز حيلتهن أكبر من جهدها حين تريد القطة أن تكشف عن القدر أو تقلبه أو تهرب بغنيمتها الغذائية، فتجد العجوز وقد وضعت على القدر حصاة لا يروزها إلا الرجل المتعافي.
وفي العمل أتتني مرة موظفة، تريد إجازة للذهاب على عجل، لأنها تأخرت عن موعد العيادة، فخشيت أنها مسألة جادة، مستعملاً الكلمة الإنجليزية، «سيريس»، لأنها أخف من الكلمة العربية التي تُعد شيئاً من التدخل في شؤون الآخر، فلما قالت: «يعني»! خشيت أن تكون المسألة شأناً نسائياً بحتاً، فَصَمَت، وقلت لها: «طمنينا حين ترجعين»، وكنت على وجهي، وقبل أن تخرج قالت: «بصراحة.. أنا أمس لم أنم طوال الليل، لأن قطتي كانت تعبانه، وتتلوى من الوجع، اعتقد أنها حامل، وأنا خايفة عليها»! فأسقط في يدي، وكدت أن انفجر ضحكاً من الداخل، فتذكرت رداء الوظيفة، وما يفرضه عليك من بعض الصرامة غير الضرورية، وقلت في خاطري: «إن شاء الله بكرها ولد»!
ولم أدرك أن القطط أهون من الكلاب في المنزل، حتى تجاورت مع عجوز فرنسية في إحدى عمارات باريس، في البداية كان كلبها غير ودود تجاهي، وكأنه يعرف فرقي، وعدم استلطافي، بعدها بأشهر من السكنى كان يشعر بي، وأنا أمشي على أطرافي من المصعد إلى الباب، فينبح نبحتين، ليقول لي إنه متيقظ، بدلاً من أن تتنحنح العجوز، وقد وضعت تركيبة أسنانها، وهمت بالنوم، لم ترض عني تلك الجارة الارستقراطية إلا حين ربّت على ظهر كلبها في المصعد مرة، وظل يحتك بباطن ساقي، وأنا متجمد، ومتجلد بالصبر، خوف أن ينهش تلك العضلة الضامرة، والتي فجأة انتفخت كرأس قط من التشنج، مع ضحكة شبه مُرة في وجه العجوز، قائلاً لها: «سعيدة أنت بهذا الكلب الظريف»! من بعدها كانت تراني من أطيب الناس، ولو الشور شورها كانت ستطعمني من غدائها أو عشائها.
لم أدرك عوالم القطط الحقيقي من «صالونات، وعيادات، وشامبو، وما بعد الشامبو، ومناشف معطّرة ورقية، وعيدان قطن للأذن، وأكياس قطنية تستعمل لمرة واحدة، وترمى «جوتابل»، وقصاصات أظافر، وكنف للنوم ظهراً، وآخر للنوم العميق ليلاً، وأمشاط أغلى من التي نستعملها، ونشتريها عادة من الجمعية، وأشياء كثيرة غالية، كلها شغل فنادق خمس نجوم، إلا بعد أن شرفت منزلنا «لا لونا» أو «غرّي دو غرّي» تلك القطة الصغيرة ذات الوبر الرمادي المتدرج، والعيون الشيرازية، بطلب ثم إصرار، ثم أمر من البنت الكبرى، «أروى»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواء القطة الرمادية مواء القطة الرمادية



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 19:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 12:25 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

نيكي هالي تتهكم على ترامب بسبب خطابه في الأمم المتحدة

GMT 10:02 2012 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية أدنى مستوى كفاءة لاستخدام الطاقة عالميًا

GMT 06:08 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جامعة كولورادو الأميركية "الجوع يقضي على السرطان"

GMT 17:42 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

سعيد بن طحنون يعزي في وفاة نصيب قعيط بن يعيل المنهالي

GMT 03:23 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

دليلك المثالي لاختيار أفضل كونسيلر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates