بقلم: دكتور زاهي حواس
أعلن جاسر الحربش الرئيس التنفيذي لهيئة التراث بالمملكة العربية السعودية عن نتائج الموسم الرابع لأعمال التنقيب بموقع ضرية الأثري. وهنا أود أن أشير إلى نقطتين في موضوع الاكتشافات الأثرية وهو أن هيئة التراث حريصة على إعلان هذه الاكتشافات، والنقطة الثانية أن البعثات الأجنبية التي تعمل في المواقع الأثرية بالمملكة دائماً تعمل مع الجانب السعودي، وهذا تقليد جميل وهام جداً، حيث يعطي فرصة للأثريين السعوديين للمشاركة والتدريب.
وهذه البعثة التي تعمل في موقع ضرية الأثري هي بعثة من علماء الآثار والأثريين السعوديين، وهذا العام هو الموسم الرابع لأعمال البعثة. ويعمل الخبراء السعوديون في هذا الموقع بهدف الكشف عن الأدلة والمعطيات العلمية التي تساعد على فهم التسلسل الحضاري لموقع ضرية، وتقديم صورة تاريخية دقيقة حول الموقع والمعثورات الأثرية التي يتم الكشف عنها ضمن نتائج المشروع العلمي.
وقادت أعمال التنقيب الأثري التي تمت بالموقع إلى الكشف عن مجموعة من الظواهر المعمارية والمعثورات الأثرية التي تعود إلى فترة العصر العباسي، مما يشير إلى أهمية الموقع استراتيجياً للحجاج والقوافل التجارية، وأسفرت نتائج المشروع العلمي عن اكتشاف استيطان بشري يرجع لأواخر القرن الثالث الهجري، وقد كشف خلال هذا الموسم عن عدد من الأفران ومواقد النار وبعض الآبار المطوية بالحجارة التي تعود إلى الفترة العباسية، كما عُثر على عدد من الأواني الفخارية والأدوات المعدنية. وتأتي أعمال التنقيب الأثري بموقع ضرية في إطار جهود هيئة التراث العلمية في المواقع الأثرية بهدف صونها والتعريف بها والاستفادة منها مورداً ثقافياً واقتصادياً مهماً كأحد مخرجات الاستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من رؤية المملكة 2030. وتواصل هيئة التراث جهودها الحثيثة لإدارة مكونات التراث الثقافي وحمايتها وصونها والاستفادة منها في التنمية المستدامة من خلال العمل وفق استراتيجيات موائمة وشراكات علمية واسعة النطاق على المستويين المحلي والدولي.