«حزب الله» والخيارات المرة
آخر تحديث 17:57:08 بتوقيت أبوظبي
الأحد 25 أيار ـ مايو 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

«حزب الله» والخيارات المرة

«حزب الله» والخيارات المرة

 صوت الإمارات -

«حزب الله» والخيارات المرة

بقلم - سام منسى

 

بات ملحاً معرفة ما يريده «حزب الله» فعلاً في هذه المرحلة، بعد كل ما تعرض له وحلفاؤه ورعاته في المنطقة من خسائر عسكرية وهزائم سياسية يصعب إعادة ترميمها في المستقبل المنظور. ماذا يريد الحزب بعدما تبين أن الاتفاق الأخير لوقف العمليات القتالية يترنح، والخروقات الإسرائيلية تتصاعد، وآخرها عودة الاغتيالات، وقصف الضاحية الجنوبية، إضافة إلى الضغوط الأميركية والإسرائيلية الواضحة والصريحة والمتوافقة الداعية إلى نزع سلاح الحزب من الأراضي اللبنانية كافة. لن يغفل عن المتابع أنه لا يمكن فصل سياسة الحزب وقراراته عن السياسة الإيرانية وأهدافها في الإقليم.

منذ تأسيسه، عُرف الحزب بانضباطه العسكري وقدرته على التحكم في قراراته الميدانية، إلا أنه بدا محرجاً عندما تنصل من المسؤولية عن إطلاق الصواريخ الأخيرة على شمال إسرائيل، ما يطرح تساؤلات جوهرية حول آلية صنع القرار في الحزب. فهل النفي مجرد مناورة سياسية لاحتواء التصعيد، أم أنه مؤشر على انقسامات فعلية داخله؟ قد يكون الحزب اليوم أمام تحدٍّ داخلي غير مسبوق، حيث تتباين مواقف تياراته بين من يسعى إلى الحفاظ على نهج المواجهة، ومن يدرك أن الظروف الراهنة تفرض إعادة النظر في استراتيجية الحزب. فهل نحن أمام تحول جوهري في بنيته، قد يعيد رسم ملامح دوره في لبنان والمنطقة؟

يمكن تفسير ما يجري بناء على عدد من الفرضيات، من بينها داخلية، التي أصبحت أكثر وضوحاً في الفترة الأخيرة. يعيش «حزب الله» اليوم حالة من التباين بين تيارين رئيسين يختلفان في تقييم التحولات الإقليمية، والدور الذي يجب أن يؤديه في المرحلة المقبلة. فمن جهة، يرى الجناح العسكري والأمني التقليدي الذي لا يزال متمسكاً بالهوية القتالية، أن المهمة الأساسية تبقى محاربة إسرائيل، وتعزيز قوة الحزب العسكرية، بغض النظر عن المتغيرات السياسية في المنطقة. وعلى الجانب الآخر، هناك تيار يدرك التحولات الجيوسياسية التي طرأت بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، وتراجع النفوذ الإيراني، والضربات الأميركية للحوثيين، ويدفع باتجاه التكيف مع هذه المستجدات.

في المقابل، المتشددون والمعتدلون يدركون أن البيئة الإقليمية لم تعد كما كانت قبل سنوات، وأن الرهان على الدعم الإيراني المطلق لم يعد مضموناً في ظل الضغوط الاقتصادية على طهران، وتراجع دورها الإقليمي. كما أن الحزب يواجه تحديات داخلية غير مسبوقة داخل بيئته لم تعد مخفية على أحد، جراء تداعيات الحرب الأخيرة المدمرة مع إسرائيل، وتعثر مسار إعادة الإعمار والمساعدات.

بمعزل عن صحة أو دقة المعلومات بشأن ما يجري داخل أروقة الحزب، لعلَّ الغالبية، خاصة المعتدلة منها، تعرف ما تواجهه إيران من تحديات غير مسبوقة، أبرزها فقدانها لقاعدتها الرئيسة في سوريا، وتعرض الحليف المتبقي لها في اليمن لضربات موجعة سوف تؤول إلى إسكاته وتحجيم دوره هذا إن لم تقضِ عليه. إلى كل ذلك إيران نفسها تواجه خيارات كلها مؤلمة مع إدارة أميركية متشددة متوافقة إلى حد كبير مع إسرائيل أقله على العناوين العريضة لما هو مطلوب من إيران. الخيارات باتت محصورة بين مفاوضات إذا قدر لها النجاح فسوف تقلص المشروع النووي، وإذا لم تنجح المفاوضات فسوف تتعرض إيران ربما لعمليات عسكرية أميركية أو أميركية إسرائيلية مشتركة، قد تؤدي إلى زعزعة النظام.

هذه الوقائع - الاحتمالات لا بد أن قادة الحزب المتبقين يعرفونها رغم المكابرة، وهم على دراية تامة أن خياراتهم تحاكي خيارات إيران، تبدأ مع تداعيات ما قد تتعرض له إيران بعد المفاوضات مع الأميركيين، أو مرحلة ما بعد العمل العسكري إذا فشلت المفاوضات.

في الشأن اللبناني الداخلي الحزب محاصر باتفاق وقف النار الذي وافق عليه مُكرهاً، الذي لن يسمح بأعمال قتالية من جنوب لبنان أو خارجه ما سيحوّل سلاح الحزب الثقيل والخفيف عبئاً ثقيلاً ومادةً للتجاذب السياسي الداخلي لن يكون لصالح الحزب، خاصة أن اللهجة الأميركية والدولية والإقليمية واضحة وصريحة لجهة ضرورة نزع السلاح.

يجد الحزب نفسه في وضع صعب بين إرضاء حلفائه الخارجيين، الذين قد يكونون معنيين بتصعيد مدروس، وبين ضغوط الداخل اللبناني، الذي يرزح تحت أزمة اقتصادية خانقة ويريد تجنب أي حرب جديدة تلوح بها إسرائيل، وتهديد أميركي بمنع الإعمار والمساعدات في ظل السلاح.

من حق اللبنانيين أن يسألوا عما يريد الحزب وما لا يريد، وكيف سيواجه هذه الاحتمالات - الوقائع؟ وهو يعرف (الحزب) أن سياسة المراوحة المعتادة لم تعد صالحة ما يعني حتمية الاختيار بين مسالك جديدة كلها وعرة بالنسبة لمستقبله مثل مقاومة مسلحة ومنظمة خارج الدولة.

هل بمقدور الحزب التكيف والتغيير والتخلي عن العسكرة، أم أن انقساماته ستزداد، ما قد يجعله أكثر خطورة وأقل قدرة على ضبط أوضاعه وتداعيات ذلك على لبنان؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حزب الله» والخيارات المرة «حزب الله» والخيارات المرة



GMT 23:50 2025 السبت ,24 أيار / مايو

قرن بلا مؤلف... حتى الآن

GMT 23:50 2025 السبت ,24 أيار / مايو

العربُ في خضم زمن جديد

GMT 23:49 2025 السبت ,24 أيار / مايو

بين حضور الرئيس وانصرافه!

GMT 23:49 2025 السبت ,24 أيار / مايو

أسرار المال الديني

GMT 23:48 2025 السبت ,24 أيار / مايو

يقف وظهره للحائط

GMT 23:47 2025 السبت ,24 أيار / مايو

أغرب ما يُطيل العُمر

GMT 23:47 2025 السبت ,24 أيار / مايو

فخ البيت الأبيض!

GMT 23:46 2025 السبت ,24 أيار / مايو

يا لبؤس العرب

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 03:01 2025 الخميس ,01 أيار / مايو

اعوجاج العمود الفقري ما أسبابه وكيف يعالج

GMT 15:18 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

"دريك آند سكل" تحظي بـ 3 عقود إنشائية في السعودية ورومانيا

GMT 15:11 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

خبراء في الصحة يكشفون عن أعراض سرطان نادر في الحلق

GMT 21:42 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

نشطاء "فيسبوك" ينشرون صورة السفير البريطاني يشتري الخضار

GMT 17:24 2018 الثلاثاء ,18 أيلول / سبتمبر

ثمانون مليارا لموسم واحد..

GMT 13:08 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

الصين تغلق موقع التدوينات المصغر "سينا ويبو" بصفة مؤقتة

GMT 11:48 2015 الخميس ,22 كانون الثاني / يناير

موجة برد شديدة وتساقط الثلوج شمال وجنوب غرب باكستان

GMT 18:57 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرفت أمين تبدأ تصوير "بالحجم العائلى" نهاية ديسمبر

GMT 20:24 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

هطول أمطار على المنطقة الشرقية الثلاثاء

GMT 01:07 2013 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت تدرس إطلاق إصدار جديد من "إكس بوكس وان" في 2014

GMT 23:37 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

شادي علي ينتهي من تصوير أصاحبي نهاية أكتوبر الحالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates