بقلم - أسامة الرنتيسي
مُجحف ومجافٍ للحقائق، من لا يرى تغيرا في الأداء النيابي في الأيام الماضية، ومن لا يرى تطورا حكوميا في التعامل مع مجلس النواب.
في الأقل بدأ المجلس النيابي أولى خطواته بتحقيق بند الرقابة في عمله النيابي من خلال التبكير في عقد جلسات نيابية رقابية، كانت أولى ثمارها فتح ملفات كبيرة من وزن قضية مصفاة البترول ومستقبلها، ومستقبل نحو 3 آلاف عامل فيها.
قضية الجلسات الرقابية والأسئلة النيابية التي توجه للحكومة، وسرعة الرد الرسمي عليها يسجل للحكومة التي سارعت فورا بالرد، وعدم التأخير والتطنيش الذي كانت تمارسه حكومات سابقة.
السؤال النيابي الذي وجه لوزيرة الطاقة هالة زواتي من قبل النائب اندريه عزوني فتح ملف مصفاة البترول على مصراعيه.
صحيح أن القضية ظهر فيها تبعات كبيرة وخطيرة، لكن أن يتم فتح مثل هذه الملفات تحت قبة البرلمان، لهو تطور لمجلس النواب إذ يتحول الفعل النيابي إلى فعل حقيقي يلمس نتائجه المواطنون.
هذا الأمر يدفع تُجاه التخلص من الشخصنة في طرح قضايا ملفات كبيرة، إتهمت كثيرا مجالس سابقة ونوابا بأعينهم أنهم يعملون ضمن أجندات خاصة لمنافع خاصة.
ولهذا؛ لو بقيت قضية هيئة الطاقة النووية ضمن الطرح الواسع والجدوى التي تحققت من ورائها في السنوات الماضية، من دون التركيز على راتب الدكتور خالد طوقان، لكانت النتائج عميقة ومفيدة، ولم تتحول القضية كأنها محاولة إغتيال للدكتور طوقان وجهوده في هذا الملف.
شخصنة قضية طوقان أضعفت الفكرة، وأثرت في القضية الأكبر مصفاة البترول عندما تم التركيز على قضية الرواتب الكبيرة للمدراء فيها، وأصبح التعامل مع القضية مرتبطا فقط بالتخلص من هذه الرواتب الفلكية.
ملحوظة يجب التقاطها في الأداء الحكومي مؤخرا، وهي أنها لا ترد على أسئلة الاعلام ونشطاء السوشيال ميديا حول قضايا تطرح فيها بتوسع شديد، لكنها ترد فورا على الأسئلة النيابية.
عندما سأل النائب ينال فريحات عن راتب ووظيفة زيد فايز الطراونة استجابت الحكومة فورا وردت بشكل رسمي مع أن القضية طرحت قبل ذلك في الإعلام.
أن تعتبر الحكومة ذاتها أنها تحت رقابة البرلمان وأسئلته، وواجب عليها الاستجابة سريعا لكل ما يطرح تحت القبة، فإن هذا يسجل لها ولتقديرها للعمل البرلماني.
هذا الأمر يستوجب من السادة النواب أن يجوّدوا أداءهم، ويتخلصوا من الملحوظات السلبية التي وسمت العمل النيابي وأضعفت صورته في أعين المواطنين.
تحسين صورة العمل البرلماني خطوة في طريق تعزيز الإصلاح السياسي الشامل، لأن الحياة البرلمانية هي المختبر الحقيقي لانتاج نخب سياسية تستطيع أن تعبر بالدولة الاردنية في مئويتها الثانية نحو التطور والنجاح.
من دون ذلك سنبقى نجلد ذواتنا ونشتم النواب، ويذهب الصالح بذنب الطالح.
الدايم الله…..