بقلم - علي العمودي
في البدء كل التقدير والشكر والامتنان لمؤسسة بحر الثقافة والقائمين عليها، وقد جعلوا من أوقات بقائنا في البيوت جراء جائحة كورونا، لحظات من المتعة الفكرية والتواصل الإنساني مع رواد من نبت هذا الوطن الغالي، يشاركوننا إبداعاتهم ومغامراتهم وحسن استثمارهم للفترة بما تحمل من قدرة للإنسان والعقل البشري على تجاوز الظروف، بل واستثمارها بتلك الجلسات التي نظمتها خلال الفترة الماضية المؤسسة ذات الإسهامات النوعية المتميزة في المشهد الثقافي والإبداعي في إماراتنا الحبيبة، وبالذات جلسات «تجليات في العزلة»، و«حقيبة سفر»، والتي استضافت مبدعين في دروب ومجالات وميادين مختلفة ومتنوعة من هذا الوطن الغالي.
ولما كانت موضوعات السفر والسياحة والسينما من الأشياء القريبة إلى نفسي وقلبي، فقد استمتعت كثيراً بمشاركة الأخوة والزملاء الأعزاء ناصر الظاهري وإبراهيم الذهلي، وعلي آل سلوم.
وخلال جلستي الذهلي وعلي آل سلوم طرحا مسألة غاية في الأهمية تتعلق بالسياحة الداخلية التي تعاني من غياب دعم حقيقي لها، وتمكين المواطنين والمقيمين من الاستفادة من الإمكانيات الهائلة التي تتوافر لهذا القطاع المهم من منشآت ومرافق.
تابعنا معاناة أول تجربة إماراتية في الإعلام السياحي، وتسببت في وقف أول وأقدم مجلة سياحية متخصصة في منطقتنا الخليجية وعالمنا العربي، وهي مجلة «أسفار» الإماراتية.
الجائحة كانت بمثابة فرصة ذهبية للفنادق والمنشآت السياحية لاستقطاب السياح والزوار من داخل الدولة، مواطنين أو مقيمين، مع تراجع قدوم سياح الخارج، والذي لن يكون قدومهم بذات الوتائر السابقة جراء تقييد الحركة والاشتراطات المفروضة في البلدان المصدرة والمستقبلة، وعدم السفر للوجهات السياحية المعتادة على مدار العام، وبالذات خلال العطلة الصيفية.
هذه المنشآت كانت ولا تزال مبرمجة على استقطاب السياحة الخارجية، وكل تركيزها وبرامجها منصبة ومركزة على القادم من خارج الحدود، ولم تفعل أو تقدم أياً من البرامج والمبادرات للسياحة الداخلية.
كما أن الدوائر المعنية بالسياحة لدينا لا تبذل جهداً ملحوظاً لتشجيع الفنادق والمنشآت السياحية والترفيهية على سد هذه الثغرة، خاصة أن آثار وتداعيات الجائحة مرشحة للاستمرار لشهور طويلة مقبلة. لا سيما وأن هذه الفنادق والمنشآت غير مستعدة لمراجعة أسعارها المبالغ فيها، وتؤثر بقاء غرفها شاغرة على تقديمها بعروض خاصة مغرية، كما تفعل مع السائح الخارجي.
نتمنى أن تلقى هذه الدعوات المخلصة آذاناً مصغية لإنعاش السياحة الداخلية من أجل مصلحة الجميع.