بقلم - علي العمودي
تبحر المسيرة التعليمية في أبوظبي نحو آفاق جديدة وتجربة عصرية حديثة، مع بدء التسجيل وافتتاح مدرسة «البرمجة 42 أبوظبي» مطلع العام المقبل، لتكون الفرع الأول على مستوى منطقتنا الخليجية لهذه الشبكة من المدارس العالمية، التي انطلقت من فرنسا في عام 2013، وتوسعت خلال سبع سنوات لتفتتح أكثر من 20 مدرسة حول العالم.
سر نجاح وتوسع هذه المدارس في نوعية التعليم غير التقليدي الذي تقدمه، واعتماد أساليب تعليمية مبتكرة تقوم على التنوع والتعليم، من خلال اللعب والمشاريع التطبيقية لإيجاد حلول للتحديات العملية، ومبدأ تعليم البرمجة مجاناً للمنتسبين، وهي الفكرة التي تبناها الملياردير الفرنسي زافيير نيل، مؤسس «إيكول 42»، حيث يتعلم الطلبة من بعضهم البعض، فلا يوجد معلمون أو صفوف أو حصص دراسية، والطالب يعيش أجواء البرمجة بنسبة 100 في المائة.
ويعد مشروع مدرسة البرمجة 42 أبوظبي أحد أحدث صور الشراكة الاستراتيجية المتميزة بين الإمارات وفرنسا، وفي إطار برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية «غداً 21»
المدرسة التي ستفتح أبوابها للطلاب فبراير المقبل، ستتخذ من منطقة المستودعات في ميناء زايد مقراً لها، وستصل طاقتها الاستيعابية إلى 750 طالباً وطالبة.
توقفت كثيراً عند الرقم 42، ولم لا يكون 50 أو 100، وللأسف لم أجد إجابات شافية فورية في حينها، قبل أن يجتهد أحد الزملاء في الدائرة، وأعرف منه أن «أصل تسمية مدرسة (42 إيكول) يعود إلى الأهمية الكبيرة التي يوليها دوجلاس آدامز في كتاب الخيال العلمي (دليل المسافر إلى المجرة)، والذي تم نشره للمرة الأولى عام 1979، ويرى فيه آدامز أن الرقم 42 يحمل إجابات للعديد من الأسئلة التي حيرت الكثيرين حول الحياة والعالم، حيث قام حاسوب فائق بعملية حسابية لمختلف الأحداث على مدى 7.5 مليون عام، حيث أجاب الحاسوب في نهاية المطاف عن أهم الأسئلة، إلا أن الكاتب لا يفصح عن السؤال! ما يدفع المزيد من الناس للبحث عن الأبعاد المرتبطة بالرقم، وهو الأمر ذاته الذي تسعى مدارس 42 لتحقيقه بدفع الطلبة لاستكشاف آفاقٍ جديدة للمعرفة والحياة من خلال البرمجة، التي تعتبرها المدرسة الحل المثالي لمختلف تحديات الحياة، من خلال تزويد الطلبة بالأدوات التي تمكّنهم من حل التحديات، قبل وجودها، كما قدم حاسوب آدامز الأجوبة عن أسئلة غير مطروحة».