بقلم -علي العمودي
مطلع الأسبوع الجاري شهدت منطقتنا العربية حدثاً عالمياً غير مسبوق تمثل في استضافة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية قمة مجموعة العشرين، بمشاركة رفيعة ومتميزة من دولة الإمارات بناء على دعوة من الدولة المضيفة تقديراً لمكانتها الإقليمية والدولية وثقلها الاقتصادي.
عقدت القمة لأول مرة افتراضياً وحققت نجاحاً كبيراً بالإدارة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لجلسات القمة وما سبقها من اجتماعات وزارية وتحضيرية وتسابقت وكالات الأنباء العالمية في إبراز النتائج التي أثمرت عنها من نجاح وتميز يضاف للنجاحات الكبرى للمملكة، وهي محل احتفاء إماراتي دائم تأكيداً للروابط والعلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين والشراكة الاستراتيجية التي تجمعهما.
لسنا بصدد استعراض النتائج المهمة والقرارات التاريخية للقمة التي أكدت على تعاون الجميع لتجاوز المحنة التي تمر بها البشرية اليوم جراء جائحة كوفيد- 19، فقد كان ذلك محل متابعة وانبهار العالم وإعلامه إلا إعلام الحاقدين والمأجورين، ولكن نتوقف أمام صورة لإبداعات المرأة السعودية التي تمثلها الجدة عويبدة العديني ورفيقاتها اللائي صنعن للمشاركين وضيوف الحدث مئات الأساور التذكارية من السدو والخرز مستوحاة من الشعار المعتمد لرئاسة المملكة لمجموعة العشرين والقمة، والذي صممه الفنان السعودي محمد الحواس ذو الـ28 عاماً ليعكس الهوية المكتوبة لشعار «فرصتنا لنلهم العالم برؤيتنا».
استلهم الحواس من «خيوط السدو» -أحد أنواع النسيج البدوي التقليدي المنتشر في شبه الجزيرة العربية، والمدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث غير المادي للبشرية- حلقة تبدأ من السعودية وتنتهي بها بعد الطواف حول العالم، كُتب أسفلها اسم المملكة وعام رئاستها لمجموعة العشرين باللغة الإنجليزية وهي بألوان الدول المشاركة في القمة.
ظهرت عويبدة في مقطع مصور متداول من إعداد «التواصل الحكومي السعودي» تعبر فيه بكلماتها البسيطة عن فرحتها وبناتها وحفيداتها بما أنجزن من أعمال تراثية وجدت صدى عالمياً طيباً واسعاً، وصلت إلى عواصم كبرى، وتعاوُن مصممين عالميين معها، ممتنة لدعم قيادة بلادها وهي تعبر بالمملكة نحو المستقبل عبر البوابة الواسعة الزاهية لرؤية 2030، والتي تركز على الاستقرار الاقتصادي والتنمية المستدامة وتمكين المرأة وتعزيز رأس المال البشري وزيادة تدفق التجارة والاستثمارات.
نجاح باهر للرئاسة السعودية لمجموعة العشرين شهد له وبه الجميع، إلا إعلام الحقد والارتزاق الذي يتعمد تجاهل إنجازات الرجال والقادة العظام ليبحث عن صغائر الأمور. حفظ الله السعودية والإمارات «معاً أبداً».