بقلم - علي العمودي
إنجاز تاريخي للدبلوماسية الإماراتية وهي تحقق اختراقاً نوعياً في عملية السلام بوقف ضم إسرائيل لأراضٍ فلسطينية في الضفة الغربية وبناء علاقات طبيعية تسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في هذه المنطقة التي عانت كثيراً من الحروب العبثية والاضطرابات والفتن.
لقد كان الترحيب الواسع والتأييد داخل وخارج الدولة بالإنجاز التاريخي الإماراتي والخطوة الجريئة ينطلقان من عوامل عدة في مقدمتها المواقف الصلبة للإمارات في نصرة الحق وتبني القضايا العادلة والعمل الدؤوب لتكريس الأمن والاستقرار والسلام في مناطق عدة من عالمنا العربي والإسلامي وعلى الساحة الدولية إجمالاً بكل احترافية وشفافية، والعامل الأهم ما يحظى به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة من مكانة عالمية وتقدير رفيع من زعماء العالم باعتباره صانعاً للسلام من طراز متفرد، وقد خلد سموه اسمه في التاريخ بعد أن وضع نهاية لأطول نزاع في القارة الأفريقية، انطلاقاً من رؤية إماراتية راسخة للعمل دائماً على كل ما يقرب بين الدول لتتفرغ الشعوب للتنمية والبناء.
ومنذ أن طفت على السطح محاولات ضم أراضٍ فلسطينية عملت الدبلوماسية الإماراتية باحترافية وفاعلية للتعامل المباشر وبكل وضوح وشفافية مع الأمر وبما يؤكد ويحفظ حق الأشقاء الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
تعلمنا في الإمارات ألا نلتفت للمزايدين وعشاق المغامرات والنزاعات العبثية الذين أغرقوا شعوبهم في متاهات الفشل والعدم، وحرصت الإمارات على الالتزام حد الالتصاق بنهج البناء وإسعاد الشعوب، فبينما يثرثر فاقدو البوصلة السليمة من مناضلي الصالونات وفنادق الخمس نجوم ودجالي الفضائيات، كانت الإمارات تمضي بخطى ثابتة ووتائر متسارعة لإسعاد مواطنيها، وتقدم للإنسانية تجربة تنموية متفردة لعل من أحدث ثمارها إرسال مسبار الأمل لاستكشاف المريخ وتشغيل أول مفاعل نووي للأغراض السلمية بعقول وسواعد إماراتية.
الاتفاق التاريخي يؤرخ لفجر جديد في منطقتنا ويؤسس لحقبة من الاجتماع حول المشتركات التي تهدف للاستفادة من الطاقات والموارد لصالح الأجيال القادمة. اتفاق تاريخي لا يعرف قدره الحقيقي وغاياته السامية إلا الخيّرون التّوّاقون للسلام وحسن التعايش وتبادل المصالح والعمل المشترك للبناء والتنمية. وستظل الإمارات دائماً منارة للسلام ورمزاً للعطاء والتنمية والأمن والرخاء والاستقرار، فهي صوت العقل والحكمة والاعتدال، وتعلمنا أن التاريخ يكتبه الرجال والسلام يصنعه القادة الشجعان أصحاب الرؤية والبصيرة الثاقبة.