بقلم - علي العمودي
بمشاعر ملؤها الفخر والاعتزاز يستقبل المرء نتائج استطلاع «أصداء بي سي دبليو» السنوي الثاني عشر لرأي الشباب العربي التي أُعلن عنها أمس وأظهرت استمرار دولة الإمارات العربية المتحدة للعام التاسع على التوالي «البلد المفضل» للشباب العربي كواحدة من أفضل الأماكن للعيش، متفوقة على وجهات عالمية لطالما كانت مفضلة لهم.
وعبر الشباب العربي المستطلعة آراءهم عن أن الإمارات تمثل لهم أنموذجاً يحتذى به لبقية دول العالم العربي، كما جاءت قيادتها وفقاً لنتائج الاستطلاع في المرتبة الأولى كأفضل قيادة على مستوى العالم في مكافحة جائحة «كوفيد – 19»، وجعلت الشباب الإماراتي «أكثر فخراً» بانتمائه الوطني.
في ذلك الاستطلاع عبر الشباب عن رغبة شديدة في الهجرة من أوطانهم لاعتقادهم بتفشي وباء أخطر من جائحة كورونا، وهو الفساد الضارب أطنابه في المؤسسات الحكومية ببلدانهم، وكذلك البطالة التي تعصف بهم وبأحلامهم في مستقبل أجمل.
ذات مرة كنت في جزيرة قريبة من بالي الإندونيسية ورأيت شباباً وعائلات عربية من بلدان تبعد آلاف الأميال عن مواطنهم الأصلية، استغربت وجودهم في تلك البقعة، قبل أن يتبدد استغرابي عندما علمت بأنها تستخدم من مهربي البشر كمعبر من معابر الهجرة السرية باتجاه أستراليا، يقذفون بهم نحو المجهول في مغامرة خطيرة وقاتلة ليس وسط المحيط العاتي اللجج وأنما في منطقة تسبح فيها أشرس وأفتك أنواع أسماك القرش، يُكتب للناجي منها عمر وحياة جديدة. وأمثال هؤلاء كثيرون في مناطق عدة من عالمنا العربي.
فارس المبادرات وصانع الأمل الأول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالقدر الذي أسعده أن تكون بلاد زايد الخير وللعام التاسع على التوالي «فردوس الحالمين» لهؤلاء الشباب العرب بحسب الاستطلاع، بذات القدر آلمه «أن ترغب نصف ثرواتنا العربية بالهجرة، ومؤلم حين لا يجد الشاب العربي وطناً وأمناً وعيشاً في وطنه»، محذراً سموه من مآلات الحالة التي تسود غالبية الشباب العربي لاعتقاد 77% منهم بوجود فساد حكومي في بلدانهم.. و87% منهم قلقون بشأن البطالة في بلدانهم. وذكّر «أبو راشد» الجميع بأنه «إذا فسدت الحكومات، خربت البلاد وقل أمنها وتركها أهلها، وكل مسؤول سيكون مسؤولاً أمام الله، والقصة لا تنتهي هنا». حفظ الله الإمارات «بلد الجميع».