بقلم - علي العمودي
جهود عظيمة بارزة للعيان تقوم بها بلدية مدينة أبوظبي للحفاظ عليها جميلة متألقة، والبلدية وبالتعاون مع شركائها، وفي مقدمتهم مركز أبوظبي لإدارة النفايات «تدوير» يصلون الليل بالنهار لتظل عاصمتنا الحبيبة بهذا المستوى الرفيع من الجمال والنظافة الذي يبهر الجميع ويبهر كل من يسعد بالتواجد فيها والاستمتاع بجمالها، ولكن للأسف هناك من يعبث بهذا الجمال ويصر على تشويهه، بما نشاهده من كميات كبيرة من بطاقات مراكز المساج غير المرخصة الملقاة على أرضيات المواقف العامة.
يبدو أن تداخل الاختصاصات بين جهات متابعة واعتماد كل جهة على الأخرى قد ولّدا الشعور بأن الأمر قد أصبح خارج نطاق السيطرة، وكذلك قناعة موزعي تلك البطاقات بأنهم بعيدون عن أي مساءلة أو متابعة مما فاقم الظاهرة. فلو أن الأجهزة المعنية أوقفت أحد هؤلاء الموزعين الذين يتنقلون بين المركبات بمهارة وسرعة وخفة وأنزلت عليه ومن استخدمه غرامات باهظة وعقوبات كبيرة، لما تجرآ وغيرهما على المضي في هذا التشوية بكل إصرار واستهتار. فهذه العملية ليست فقط تشويهاً لمظهر المدينة والبيئة بل تحمل إساءة لسكان العاصمة كما لو أنهم جميعاً يقبلون على تلك الأوكار غير المرخصة. فمحال المساج المرخصة معروفة ولديها معايير واشتراطات من الدوائر المختصة تلتزم بها ولا تستخدم تلك الأساليب المشوهة للترويج لخدماتها.
هذا الاستخفاف بجهود بلدية أبوظبي و«تدوير» دفع كذلك العمالة الوافدة التي تتجمع أمام محال بيع الشاي لتحويل الأرصفة المقابلة لها إلى ساحة لإلقاء أكواب الشاي وبقاياه، بحيث نالت من نظافته ومن ألوانه، ناهيك عن المنظر غير الحضاري على الإطلاق الذي يراه كل عابر للطريق هناك، وهي غير بعيدة عن فنادق كبيرة تستضيف أعداداً من السياح والزوار الذين يقبلون على المدينة للاستمتاع بأجوائها الجميلة هذه الأيام وفعالياتها ومرافقها الترفيهية المتنوعة والمتعددة، والجميع تصطدم أعينهم بتلك المناظر المؤذية وغير الصحية.
بلدية أبوظبي التي نلمس همة ونشاط مفتشيها عند كل مركبة تراكم عليها الغبار أسفل البناية أو عند أسرة اجتمعت للشواء في هذه الأجواء الجميلة في الحدائق أو لدى تجمع مياه أمام المنزل أو لدى بروز حاجز من حوش البيت، نجدهم غائبين تماماً أمام هذه التجاوزات الحاصلة على مدار اليوم، وتتطلب حزماً مع مستهترين يمثلون خطورة حقيقية على الصعد كافة.