بقلم - علي العمودي
في الظروف الدقيقة والاستثنائية تظهر معادن المجتمعات ومتانة لحمتها الوطنية وقوة التضامن المجتمعي، وعلى امتداد الشهور القليلة الماضية، وفي ظل جائحة كورونا التي ضربت العالم من شرقه إلى غربه وشماله وجنوبه، ومنذ انطلاقة برنامج «معاً نحن بخير»، كان مجتمعنا أمام مشاهد ملهمة من البذل والعطاء والإيثار ونكران الذات، عبرت عن نفسها بصور مختلفة، جوهرها واحد ينطلق من القيم العظيمة التي يؤمن بها، والنهج الذي رسمه لنا الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لتكون الإمارات دائماً منارة ساطعة للخير والجود والعطاء للجميع ودون تمييز.
خلال المئة يوم الأولى على إطلاق البرنامج تجلت صور رائعة وناصعة من صور التعاون والتكافل الاجتماعي والإنساني، فقد تجاوزت القيمة الإجمالية للمساهمات الواردة مليار درهم، منها 438 مليون درهم مساهمات مالية، وأكثر من 600 مليون درهم مساهمات عينية. كما استقبل البرنامج أكثر من 30 ألف مساهمة رصدت لتقديم الدعم لأكثر من 400 ألف متضرر في مختلف أنحاء إمارة أبوظبي.
إنها ثمار روح قال عنها سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي: «متانة وأصالة القيم الإنسانية المشتركة»، وعززت أهمية التضامن بيننا أكثر من أي وقت مضى، ويأتي الاهتمام الكبير ببرنامج «معاً نحن بخير» ليعكس ويؤكد قيم العطاء والخير المتأصلة في مجتمعنا، وعبر في الوقت ذاته عن شكره لكل «من ساهم في دعم هذه المبادرة».
إنها صورة من صور التضامن الاجتماعي الكبير ومتانة اللحمة الوطنية التي تميز أبناء الإمارات، وشكلت سوراً منيعاً عصياً على الاختراق على امتداد كل الأوقات التي مرت بهم، وهم يلتفون بقوة حول قيادتهم، يحرصون خلالها على إبراز قيم الوفاء وعمق الانتماء للوطن والولاء للقيادة الرشيدة لتظل راية الوطن عالية شامخة. وعند الأسوار المنيعة للحملة الوطنية المتينة تكسرت نصال القوى الحاقدة التي لم تجد موطئ قدم لها عندنا، بعد ما انكشفت أكاذيبها وتعرت مواقفها وشعاراتها التي تتاجر بها، ولم تعد تنطلي على أحد سوى المغفلين والمخدوعين في مجتمعات الخيبة والفشل.
«معاً نحن بخير» طالما نحن جميعاً معاً في خندق واحد خلف قيادتنا الحكيمة، وهي تعبر بنا وسط الأنواء باتجاه مرافئ الخير والاطمئنان والأمن والأمان والاستقرار.. حفظ الله الإمارات.