بقلم - علي العمودي
استشاط مواطن غضباً، صباح أمس، في المقر الرئيس لمركز إمبريال كوليدج للسكري بعدما عرف أن عليه الانتظار قرابة أربع ساعات لصرف دوائه المقرر، في ممارسة لم تكن معتادة من المركز الذي فتح أبوابه تدريجياً لاستقبال مراجعيه مؤخراً، ويشهد ضغطاً غير مسبوق على خدماته بسبب عدم الاستعداد الكافي لاستقبالهم، وكذلك تبني خدمات توصيل الأدوية بأسطول محدود من السيارات المجهزة.
بعض المراجعين فضّل الذهاب لإنجاز بقية أمور يومه على أن يعود بعد ذلك لصرف الأدوية المقررة له، وغيرهم آثر البقاء والانتظار طيلة تلك الساعات رغم مخاطر المكوث هناك، أو في الجوار أو داخل السيارات مع حرارة الطقس.
ربما كان غضب الرجل سيخف إذا ما علم أن هناك غيره من المرضى غير قادرين على الوصول للمركز كونهم من «كبار المواطنين» ينتظرون منذ أكثر من ثلاثة أسابيع تسلم أدويتهم عبر «خدمة التوصيل»، بعد أن أمر الأطباء بصرفها لهم من دون فحص جديد، لأنهم من الفئات المستثناة.
في ذات اليوم، كان فرع شركة عالمية لتوصيل الوثائق يعلن عن تعاونها مع «مبادلة للرعاية الصحية» التي يتبع لها المركز لتضيف إلى خدماتها توصيل الأدوية لمرضى ومراجعي العيادات والمستشفيات المنضوية تحت تلك الشبكة المتميزة للرعاية الصحية.
خطوة الاستعانة بالشركة العالمية التي أكدت تخصيص سيارات مجهزة لتنفيذ الاتفاق لم تأت من باب رفاهية استقطاب «ماركات»، وإنما لحاجة فرضتها هذه الظروف غير المسبوقة التي تتطلب حشداً أكبر للإمكانيات والموارد طالما توجد فئات مطلوب منها البقاء في المنازل، وعدم الخروج للعيادات والمراكز الطبية مع الالتزام بتوصيل الأدوية التي تحتاج إليها لمنازلها.
ربما كان على مزودي الرعاية الصحية من أمثال «إمبريال كوليدج» الإبقاء على الخدمات الصيدلية لديها كما كانت مع توفير خيار للمريض أو المتعامل معها يمكنه من إرسال أحد من أبنائه أو من أقاربه الشباب أو سائقه لتسلم الدواء بدلاً من الانتظار فترة طويلة تقارب ثلاثة أسابيع.
المركز وفر استبياناً على الهاتف للمتعاملين معه حول أداء العاملين والعاملات في مركز الاتصال، وهم على قدر عالٍ من الكفاءة وسرعة الاستجابة والتفاعل مع المتعاملين، بينما الأجدى طرح استطلاع للآراء حول الخدمات إجمالاً، وفي المقدمة منها قضية توصيل الأدوية التي تكتسب أهمية خاصة في رحلة العلاج والمتابعة، وتعزيز الغاية لمصلحة أفراد أصحاء في مجتمع صحي مزدهر.