بقلم - علي العمودي
حرصت شرطة أبوظبي خلال الفترة الماضية على بث مقاطع مصورة لحوادث مرورية حقيقية صورتها كاميراتها بالتعاون مع مركز التحكم والمتابعة، لتظهر في نهاية المقطع عبارة «لكم التعليق» في إطار المبادرة التي تحمل ذات العبارة، وتعبر عن نقلة نوعية في أسلوب الرسائل التوعوية الموجهة للجمهور.
المبادرة تعكس في المقام الأول إدراك دور الكلمة البصرية للتأثير المباشر على الناس في العصر الرقمي، ومقاربة جديدة لمخاطبتهم، وتحفيزهم على الالتزام بالقوانين والأنظمة إجمالاً، والمرورية منها على وجه التحديد، وهي الغاية من المبادرة حفاظاً على أرواح الناس وممتلكاتهم وسلامة كل من يستخدم الطريق.
لقطات تحرص شرطة أبوظبي على بثها عبر منصاتها في مواقع التواصل الاجتماعي لتذكير الجميع بخطورة مآلات الاستخفاف وعدم الالتزام بأنظمة ولوائح وجدت لحماية أفراد المجتمع، وتتيح لكل من يشاهد تلك المقاطع التعليق عليها في واحدة من صور التفاعل المباشر المطلوب بين الشرطة والجمهور الذي تخاطبه. كما يحرص الكثيرون ممن يشاهدونها على إعادة تداولها عبر حساباتهم رغبة منهم في مساعدة الشرطة لتصل الرسالة لأكبر شريحة وأوسع دائرة من الناس، انطلاقاً من وعي تراكمي عملت شرطة أبوظبي على غرسه وبنائه من خلال مبادرة «كلنا شرطة».
مبادرة «لكم التعليق» صورة للتفكير والتعامل العلمي مع الميدان والفئات التي تتعامل معها الشرطة التي كانت قد أجرت في وقت سابق استطلاعاً للرأي عبر شبكات التواصل الاجتماعي، كشف عن «تأييد 86% من الجمهور نشر الفيديوهات الحقيقية للحوادث المرورية، واعتبرها حوالي 6500 مشاركٍ أسلوباً فعالاً في الحد من حوادث الطرق وتعزيز السلامة لمستخدمي الطرق».
ومن واقع المتابعة والرصد تبين للشرطة -كما أعلنت- أن نشر المقاطع المصورة للحوادث المرورية «يحقق أرقاماً قياسية، في أعداد المشاهدين والمعلقين على حساباتها في إطار مبادرة (لكم التعليق) التي أتاحت للجمهور فرصة المشاركة وإسداء النصائح والمقترحات كشريك أساسي في منظومة التوعية الأمنية لشرطة أبوظبي». واعتبرت التفاعل تجسيداً لحرص المتفاعلين على «المشاركة في كل ما يخص أمن وسلامة المجتمع، ما يؤكد الإيجابية، والشعور الوطني بالمسؤولية المجتمعية، ويعكس قيم (المواطنة الإيجابية)».
نتمنى أن يستوعب الجميع الجهد الكبير الذي يبذله رجال المرور من أجل أن يصل كل منا سالماً إلى بيته وعائلته ومقصده، بينما يصر البعض على ممارسة جنونه وطيشه وتهوره، فلهم منا كل الشكر والتقدير، و«لكم التعليق».