بقلم -علي العمودي
تختتم اليوم في عاصمة الضياء والنور القمة الثقافية أبوظبي 2018 التي جاءت لتمثل نبض الحراك الإبداعي الذي تشهده عاصمتنا الحبيبة في مختلف ميادين وحقول الإبداع، وتنعقد قبل أيام من العرس الثقافي الكبير المتجدد الذي تحتضنه مدينة الألق، ونعني معرض أبوظبي الدولي للكتاب، والذي يشهد معه تكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب في الحفل الذي سيقام هذا العام في ذات المكان الذي يحتضن القمة في منارة السعديات، امتداداً للرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي يستمد منه المشهد الثقافي والإبداعي زخمه وقوته. وتستمد الجائزة قوتها ومكانتها من الاسم الذي تحمله للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ورؤيته الثاقبة ونظرته الاستشرافية للمستقبل وللثقافة والإبداع في مختلف ميادين ومجالات الفنون باعتبارها نقطة التقاء وتفاعل الثقافات والحضارات.
« القمة الثقافية أبوظبي 2018» من قطاف تلك الرؤية المبكرة وهي تحتضن مبدعين من مناطق وثقافات شتى في فضاء عالمي يتسع للجميع بالتفاهم وحسن التعايش والتسامح، والالتقاء حول جماليات كل ما هو إنساني ومشترك، بل تعد منصة لصهر الاختلافات وتحويلها لعامل قوة لصالح الإنسان أينما كان.
كما كانت القمة سانحة لإطلالة واسعة على الثقافة الإماراتية وفنونها الثرية، خاصة وأن بعض المحسوبين على الثقافات الأخرى أسرى نظرة محدودة وقالب جامد عن بلادنا ومنطقتنا الخليجية والعربية، وعندما يقتربون منها يفاجؤون بما تتمتع به من ثراء وتنوع، وقابلية التفاعل والحيوية التي تتمتع بها مع الحرص على التمسك بالخصوصية والهوية.
اليوم تنتصب منارة السعديات شامخة بما تحتضن، ليس فقط من فعاليات ثقافية وفنية وإبداعية متنوعة من شتى ثقافات وفنون العالم، ولكن برسالة المحبة والحب التي تحمل إمارات الخير والعطاء للعالم، وهي تشرع أبواب التعاون بين البشر انطلاقا من تلك القيم والإدراك بأن أنوار الثقافة وشعاع المعرفة كفيلة بردم برك المياه الآسنة التي يقتات منها أصحاب الأفكار الظلامية وناشرو الجهل والتطرف، الذين يتاجرون بالشعارات والدين، وينصبون أنفسهم أوصياء على العقل والدين والفضيلة، ويرجمون كل جميل في حياتنا بتخلفهم وغلوهم وتطرفهم.
منارة السعديات بقعة إشعاع في منطقة تشع نورا وضياء تحتضن كل إبداعات الإنسان التي أودعها في متاحف عالمية من طراز لوفر أبوظبي، فكل الشكر لدائرة السياحة والثقافة.
نقلا عن الاتحاد
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع