بقلم - عائشة سلطان
سيبدو كلاماً مكرراً ولا يضيف جديداً، إذا ما قلت لكم إن مواقع التواصل الاجتماعي باتت -في جزء كبير منها- موترة للأعصاب، ومليئة بالتفاهات والمعارك العبثية، وإن مقولة الفيلسوف والروائي الإيطالي أمبرتو إيكو صارت اليوم أكثر صواباً من أي وقت مضى حول أولئك «الحمقى» الذين يملؤون السوشيال ميديا كظاهرة غزو غير مسبوقة في التاريخ، وأنهم أصبحوا أصحاب الحظوة، بعد أن لم يكن أحد يلقي لهم بالاً!
ومع ذلك فإن هذا الكلام الذي لا يضيف جديداً، صار شكوى متكررة بين الكثير من العقلاء، والمترفعين عن السباب والشتائم، بعد أن تفشت ظاهرة النيل من الأوطان والرموز، وحتى الأديان والأنبياء والمقدسات لم تعد بمنجى من التطاول للأسف، الأمر الذي يطرح عدة أسئلة لعل أهمها: ما الحل؟ هل الحل في ترك هذه المواقع، وتجنّب غبار المعارك التافهة؟ أم خوض هذه المعارك قدر ما تسعفك حماستك وعقلك وصبرك؟ وكيف يمكن أن تخوض جدالاً أو نقاشاً لا تعرف من يقف في مواجهتك فيه؟ لا تعرف سر عداوته وأحقاده، ولا مَن يخدم، ومِن أي جهة يقبض؟
وتعود تفكر في الخروج لتسلم أعصابك في مواجهة أشخاص لا يقيمون وزناً للقيم والمنطق، بقدر ما ينفذون أجندات وخططاً، فتتراجع عن قرارك، وتعود لتتفرج على هذه المعارك التي يتعرّى فيها البعض من أخلاقهم وإنسانيتهم، وما ميّزهم به الله من عقل ومنطق، تتفرج على مَن يسب أوطاناً شبع من خيراتها، وأشخاصاً لطالما كان لهم فضل عليه، وشعوباً لم تقصّر ولم تتخلّ عنه..
وتتذكر قول المتنبي العظيم: «إذا أتتك مذمتي من ناقص...»، فتقول دع مَن يسب ومَن يشتم ومن يخون، فهذا أقصى ما يعرف، وافعل أنت ما تعتقده لصالحك، واحمد الله على أن نجاك من هذا الدرك!