بقلم - عائشة سلطان
حضرت البارحة جلسة في غاية الأهمية، عبر برنامج يعتمد على إدارة نقاشات وحوارات في مجالات مختلفة بين عدد من الأشخاص داخل ما يسمى غرف الدردشة.
تبدو التسمية معروفة لأغلبنا، فقد كانت سائدة في بداية معرفتنا بالإنترنت، ولطالما دخل الشباب في حوارات وعلاقات عند أول تجاربهم الاتصالية الافتراضية.
دارت الجلسة في جو من الهدوء أولاً، التفهم، والفهم، والتنوع والثراء، ما ولَّد حواراً ثرياً، علمياً وحقيقياً، بين إعلاميين وتربويين وأساتذة جامعة وموظفين في الإدارات العليا وغيرها من التصنيفات الوظيفية، الأمر الذي جعل موضوعاً كـ«النقد هل هو حرص أم ترصد أم تعالم؟»، وهو عنوان الجلسة، موضوعاً شيقاً وفاتحاً لشهية حوار مؤسَّس على منهج موضوعي واضح.
لفت نظري موضوع «اللطف»، أي أن تكون لطيفاً في تقييمك لما هو مطلوب منك أن تبدي رأيك فيه! وهنا أريد التأكيد على أن اللطف أو التسامح يعتبر من السمات الأخلاقية العالية التقدير في ثقافتنا وديننا، وهو أمر لا نتخلى عنه ولا نريد للناس أن تبادر بعضها بالهجوم أو النقد الشرس أو المدمر، لكن ذلك لا يعني أن الناقد إذا امتلك معايير وأدوات وحس النقد الحقيقي، أن يكون ملزماً بـ«اللطف»!
حيث لا يعتبر اللطف معياراً نقدياً، ولكن المعيار هو الصدق والموضوعية والحيادية والعلم، الأهم أن يعرف الناقد موضوع ما ينتقده معرفة تفصيلية، وأن يعرف كيف يفصل فيه ويقدمه بأكثر الأساليب إقناعاً وتأدباً.
أحيي منظمي الجلسة ومَن فكّر في هذا العنوان العميق الذي نحن في مجتمع بحاجة ماسّة له ولحمولاته الحقيقية.