بقلم - عائشة سلطان
مضى يوم 31 ديسمبر، احتفل الناس فيه، كل بطريقتهم وعلى قدر ظروفهم وإمكاناتهم المادية، بعضهم أعد بعض أطباق الطعام، ودعا صديقاً أو صديقين، وجهز سهرة تلفزيونية عادة ما تكون إما برنامجاً يستضيف أحد مشاهير الفلكيين ليمطروه بتنبؤات ستحرمه النوم لاحقاً، أو فيلماً سينمائياً من وحي المناسبة، كل ذلك سيبدأ بعد الاستمتاع بوصلة الألعاب النارية الخاطفة للأبصار.
الذين هم أكثر حيوية وحباً للتغيير وسعياً للفرح الجماعي، سيتكبدون عناء الخروج والتورط في ازدحام مناطق الاحتفالات، وسيدفعون الكثير جداً مقابل أن يحظوا بمقعد مريح في أحد المطاعم التي ستقدم عشاء آخر ليلة في العام بأسعار فلكية، لكن لا يهم طالما سيسجل اسمه في قائمة المحتفلين الإيجابيين الذين يواكبون الأحداث ويحضرون في المكان الصحيح، بينما العالم يلوِّح لآخر دقائق العام المنصرم.
وحين دقت ساعة منتصف الليل معلنة نهاية 2020 زمنياً وفلكياً، انفجر العالم بالأضواء والأنوار والموسيقى والضحكات والصراخ والتصفيق، بعد عشر دقائق ربما سيهدأ كل هذا، وسيتغير التاريخ زمنياً وفلكياً من 31 إلى 1 يناير، هكذا ببساطة وخفة لا تكاد تُحَس، كهمسة بالكاد سرت في فضاء الكون، مع أن كل الذي حصل هو تغيير روتيني في تقويم التاريخ، انقلبت فيه الأرقام على الأوراق لا أكثر ولا أقل، وكلنا نعرف ذلك، لكننا بشر نقتات على الأماني ونوسع سبل الحياة بالأمل!
نعم، إنه التعلق بالحياة وبالأمل، لذلك فعلنا كل ما نستطيع لنعلن بصوت عالٍ أننا عبرنا النفق الضيق وتخلصنا من 2020، سنة الوباء والحصار الكوني، ركلناها إلى الأبد، وصرنا في عام جديد هو 2021، استعددنا وأولمنا له من الأمنيات والموسيقى والأغنيات، ما يؤشر إلى تمام قناعتنا بأنه سيكون عاماً سعيداً وفارقاً ومختلفاً، وأشبه بمائدة ربانية من الأفراح الصافية، فلندعُ أن يكون كذلك.