بقلم - عائشة سلطان
قرأت كما قرأ كثيرون غيري البيان، الذي أصدره اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والذي جاء بناء على تساؤلات واستفسارات أعضاء الاتحاد، كما جاء في مقدمة البيان، ما يفهم منه أننا في مواجهة وضع إداري متأزم داخل بيت الأدباء الإماراتيين، استدعى اطلاعهم على بعض الأحداث المهمة، التي حدثت في الفترة الماضية تصدياً للشائعات أو المغالطات، التي انتشرت هنا وهناك.
وقد فصّل بيان الاتحاد الكثير من السلوكيات، التي بدرت من بعض أعضاء مجلس الإدارة في حق بعضهم بعضاً، وفي حق العاملين في الاتحاد، والأمر برمته يثير الكثير من التساؤلات المشروعة لعل أولها: ما الذي قاد اتحاد الكتاب إلى هذا التأزم الشديد، وهم قادة الرأي وصنّاع التغيير والمنارة، التي يُفترض بهم أن يوجهوا ويقودوا ويغيّروا لما فيه صالح المجتمع، بعيداً عن هذه الخلافات، التي لا تتناسب ودور الكاتب والمثقف المستنير.
إن هذا اللجوء لعملية نشر الخلافات بين أبناء البيت الأدبي، بدا لي أنه غير موفق بهذه العلنية، التي قاربت «الفضح» أو التنابز الحاد، وقد كان بالإمكان اللجوء إلى أخف الضررين، وأقل الخسائر على كلا الجانبين المختلفين دون أن نتوغل هنا أو نتورط في الانسياق وراء أحكام غير موضوعية، تصطف مع هذا الجانب وضد ذاك، لأن هذا لن يحل الأزمة (وهي أزمة بالفعل)، ولكنه سيضع الصحافة طرفاً، وهذا لسنا بتواقين له.
أحسب أن هذه الأزمة جاءت نتيجة تراكم طويل المدى، كما جاءت نتيجة سوء تقدير أو فهم للدور والدعم والمعاضدة، التي حظي بها البعض، وكان يُفترض أن تُستغل لصالح العمل المجتمعي أولاً وأخيراً، بعيداً عن الصراعات.كما أحسب أن كل ما نشر وقيل لم يفعل سوى تعميق الخلاف، وكان الأولى انتظار انعقاد الجمعية العمومية، وإجراء الانتخابات، التي ستحسم الأمر بطريقة عادلة ومنصفة للجميع، وهذا ما نرجوه ونتمناه لكل جمعيات النفع العام في الدولة تعزيزاً للعمل التطوعي، وحفاظاً على منجز بُذل لأجل تحقيقه الكثير.