بقلم - عائشة سلطان
يقولون إن الأنوثة قدر المرأة، والذكاء فطرتها الأولى التي تولد بها، فكل امرأة أنثى بقدر ما تستطيع أن تكون، كما أنها ذكية بطريقتها الخاصة مهما كان الظرف المحيط بها ودرجة تعليمها وطريقة تربيتها، نتحدث عن الفطرة التي فطرها الله عليها، فكل مخلوق يخلق مزوداً بإمكانات وقدرات تمكنه من أن يستمر ويواجه ظروف وتقلبات الحياة.
وبينما الرجولة اختيار وقرار، فإن الذكورة قدر بيولوجي لا أكثر، فالذكر يولد ذكراً دون أن يكون له يد في الأمر، هكذا يتكون ويخرج للدنيا. فيما بعد، أي بعد ولادته يتحصل هذا الذكر على تربية وتنشئة قِيمية خاصة تناسب تكوينه كذكر، وتعده لتحمل أعباء ذلك، لهذا يقال: ليس سهلاً أن تكون رجلاً!
تعمل تلك التنشئة التي تلقاها على تعزيز وعيه بذاته وكينونته، هذا الوعي الذي يجعله يقرر أن يكون رجلاً لا مجرد ذكر، بما تعنيه الرجولة من أخلاق وقيم والتزامات.
من هنا، عندما وقفت زوجة أحد مشاهير السينما لتقول كلمة في حقه يوم تسلّمه جائزة الأوسكار، قالت: «إن دنزل واشنطن قد اختار أن يكون رجلاً بكل معنى الكلمة، وهو منذ عرفته لم يتخلَ لحظة عن رجولته في كل المواقف التي كانت تستدعي أن يكون فيها رجلاً لا مجرد ذكر!».
إن هؤلاء الذين تلدهم نساء عظيمات، يسهرن على تربيتهم، وتنشئتهم وتعليمهم، فإذا ما صار الواحد منهم بطول والده، وضع ساقاً على ساق وقال بكل غباء: النساء قليلات عقل!، فمن ربى عقلك ونشأك إذاً؟
إن أمثال هذا يتباهون بذكورتهم وعضلاتهم لا أكثر، وهذا ليس مدعاة للتباهي أبداً، إن ما يستدعي التباهي هو أن تكون رجلاً حقيقياً لا ذكراً فارغاً.. فتحية لكل امرأة أنثى ذكية، ولكل رجل.. رجل.