بقلم : عائشة سلطان
المسألة السورية في طريقها للانفراج، هذا لا يعني أنها حلت نهائياً وأن الصراعات كلها برمتها انتهت، لكن هناك مؤشرات واضحة جداً على أن اللاعبين الكبار على الساحة السورية قد جلسوا وأبرموا اتفاقاتهم وتقاسموا الغنائم التي لأجلها حدث ما حدث في سوريا منذ ست سنوات، أول هذه المؤشرات إعلان الرئيس دونالد ترامب أن بشار الأسد لا مكان له في مستقبل سوريا، إذن فبشار «كش ملك» مع نهاية العام الجاري الذي يوشك على غلق العديد من ملفاته الساخنة، لتنفتح ملفات أخرى أشد تعقيداً ربما وأصعب مما نتخيل، ابتداء من العام 2018.
رحيل بشار الأسد، الذي سيغادر المشهد السياسي في الشرق الأوسط بعد أن يتم ركله ببساطة والتخلص منه من قبل الحراس الكبار (روسيا وإيران)، لا يعني انهيار الدولة وزوال مؤسساتها؛ الدولة ستبقى، مؤسسة الحكم، الأجهزة الأمنية في سوريا ستبقى، وسيغادر الأسد وحيداً بعد أن انتهى دوره، كما انتهى دور من سبقه، لكن نهايته ربما لن تكون شبيهة بنهاية العقيد، وإن كان كثيرون في سوريا يتمنون له نهاية شبيهة.
بقي أن نعرف مصير المليشيات التي عاثت دماراً في المنطقة برعاية إيرانية صرفة: ميليشات الحوثي الإيرانية، ميليشيات الحشد الشعبي الإيرانية، ميليشيات داعش والنصرة وما شابهها، ميليشيا حزب الله اللبناني، ذلك أنه في حالة انتهاء المهمة لا بد من معرفة مصير من قام بها؟ فهل تنتظر هؤلاء مهام أخرى أم إنه لا مكان لهم في الشرق الأوسط الجديد؟
لقد وجد ترامب الأرض محروثة بشكل جيد، فغرس في خنجر القدس مطمئنا ومتجاوزاً كل القرارات والاتفاقيات الدولية الملزمة، بعد أن قامت داعش بما عليها في المنطقة، وبعد أن تكفلت أجهزة الاستخبارات الكبرى برعاية ثورات وحروب الفوضى الخلاقة بدءاً بالعراق وانتهاء بليبيا، ليتحقق أخيرا ما تنبأ به شمعون بيريز في كتابه «الشرق الأوسط الكبير» وما أعلنت عنه كونداليزا رايس عن (الشرق الأوسط الجديد)، فهل ستنفتح جبهة توتر أخرى في فلسطين؟
نحن إذن على مشارف الانتهاء من السبع السنين العجاف اللواتي مهدن لشرق أوسط جديد، سيختفي منه اللاعبون القدامى على غرار الأسد، كما سيتم التقسيم والتقاسم للأدوار والغنائم والأرباح، ما علينا سوى أن ننتظر قليلاً!