بقلم : عائشة سلطان
إن الحادث المروع الذي أدى لتدهور أكثر من 44 سيارة فجر البارحة وتحول إلى مقطع فيديو مخيف يتداوله الناس، يحتاج إلى تفعيل قوانين صارمة ضد المستهترين وسائقي الشاحنات والمتعاملين مع قوانين السير برعونة وطيش ولا مبالاة حماية لأرواح الناس، فالجهات المسؤولة في هذه الأحوال تتعامل مع الأمر بمنطق إدارة الأزمة!
وأمام حماية الأرواح والممتلكات وتطبيق القانون، لا يجوز التهاون، فكلما أعدت مشاهدة مقطع حادث الضباب المروع تساءلت كيف يسمح للشاحنات بعبور هذه الشوارع في حالة تكاثف الضباب، خاصة وأن مراكز التنبؤ بأحوال الطقس كانت قد حذرت من أن الضباب سيشكل خطورة بالنسبة لمرتادي الطريق وقدمت الشرطة نصائح بتوخي الحذر!
على ذلك كان يفترض من الجهات ذات الاختصاص أن تمنع عبور الشاحنات تحت أي ظرف تحسباً لأي حادث طارئ، ذلك أننا ومن واقع سجلات المرور والشرطة نعلم أن تلك الشاحنات الهائلة ذات الحمولات المخيفة، تشكل خطورة حقيقية ومتحركة في الطرقات التي تتحرك عليها، لذا يخصص لها - في كل العالم وعندنا كذلك - مسارات وسرعات خاصة، لأن أي تجاوز منها يمكن أن يتحول لكارثة على صعيد الأرواح والممتلكات وفي وضح النهار، فما بالنا إذا كان الحادث وسط ضباب كثيف؟ وعودة للفيديو المتداول وتأملوا كيف كان سائق الشاحنة يقودها بسرعة غريبة وغير مفهومة.
لقد حمدنا الله أنا وصديقتي ونحن عائدتان من أبوظبي مساء البارحة، حيث لم تصدق التوقعات ولم يهبط الضباب باكراً، سار كل شيء على ما يرام، وقبل أن نصل إلى هدفنا، وبشكل مفاجئ وبالطيش والنزق المعتادين عند الشباب، تجاوزتنا وبشكل خاطئ سيارة يقودها شابان بسرعة مذهلة، ومن الجهة الأخطر، وفي التوقيت الخاطئ، لذلك كان من المحتم أن يحدث شيء، وقد كان!
ارتطمت بنا السيارة من الجهة اليسرى صوب السائق، أصابت العجلة، كانت صغيرة الحجم ولو أنها كانت أكبر من ذلك وكنا نحن نقود بسرعة أكبر لطارت العجلة ولحدث ما لا تحمد عقباه! وتبقى الإشكالية تراوح مكانها، تعامل الشباب مع القيادة، تجاوز قوانين السرعة، وقوانين الطريق وحقوق الآخرين، لذا فإن الحديث عن الأمر ضرورة ملحة وعاجلة وحق مشروع يمثل دفاعاً عن النفس ضد أشخاص لا يعرفون معنى احترام الحياة وأرواح البشر، ناهيك عن أنهم يضربون عرض الحائط بكل قوانين السير والمرور. نقلا عن البيان