معانٍ من السعادة بسيطة

معانٍ من السعادة بسيطة

معانٍ من السعادة بسيطة

 صوت الإمارات -

معانٍ من السعادة بسيطة

بقلم : ناصر الظاهري

حينما تقوم دولة جميلة بكل المقاييس كندا مثلاً، بمتابعة مواطنيها في الخارج ليس أمنياً، ولا رقابة احترازية، كما تفعل دول الأنظمة الشمولية، ولكن لكي تهتم بشيء بسيط يدخل الفرحة لنفوسهم، ويمكن أن ينتزع الضحكة من صدورهم، فتعنى بتركيب ثلاجات كبيرة ملونة بالأحمر والأبيض ومزدانة بورقة «الأسفندان»، مكونة العلم الكندي في أماكن سياحية عالمية مثل برج إيفل وبرج بيزا المائل وغيرهما من الأماكن السياحية الجاذبة، وتطلب من المواطن الكندي في غمرة تعبه وممشاه إن أراد أن يشرب أو يكتفي بتصبيرة أن يمرر جواز سفره الكندي لتفتح الثلاجة له مصراعيها، ويأخذ حاجته مجاناً، ومكتوب داخلها جملة في غاية الروعة: «قد تعبر المحيط، ولكن وطنك فقط هو من يروي عطشك»!
لا تقولوا إن المواطن الكندي في ذلك المكان الغاص بالسياح من كل حدب وصوب لن يتباهى، ويشعر بالفخر وكثير من الاعتزاز، وبشيء من السعادة في الصدر لتلك اللفتة الصغيرة، والتي يراها كبيرة أمام الجميع، والذين قد يحسدونه عليها أو يغبطونه عليها أو يجعلهم يفكرون بحالهم، وبأشياء بسيطة كان يمكن أن تدخل السرور عليهم مثل ذلك المواطن الكندي، بالمقابل هناك شعوب عتّالة وحمالة أسيّة وقضية، لن يلتفتوا لذلك البذخ من الرفاهية والسعادة الطرية، فهم يكدون الليل ويواصلون به النهار من أجل أن يفنى الشعب ويعيش الزعيم!
ولأن للسعادة طرقاً عديدة يمكن أن نتعثر بها في مشينا أو يمكن أن توقفنا كحجر الطريق إن غذينا المسير ولم نلتفت، ثمة صورة إنسانية عالية وصافية، وكأنها ليست من دنيانا الزائفة، وبقدر ما فيها من هيبة وإجلال ووقار لذلك الجالس في عيادة طبيب ينتظر دوره مع المراجعين، بقدر ما تبعث للعالم وللإنسان في العموم رسائل من السعادة ومن جمل الخير، الجالس بين شعبه في تلك العيادة إنما هو مريض جاء يراجع طبيبه، ولكنه يحمل صفة رئيس الأرغواي يدعى «موخيكا» أو «بيبي» كما يطلق عليه الناس، هذا الرئيس «الطيب» حين ترى جلسته بجانب مواطنه لن تعتقد إلا أنهما فلاحان أتيا للتو إلى المدينة، وهما ماكثان فيها ليومين لشراء معدات للجرار الزراعي، وبعض الأدوية المعالجة للآفات الزراعية، وإن سمح الوقت مرا على عيادة طبيب يعرفانه من قريتهما، لكنه اليوم شخص مشهور فيها، هذا الرئيس والوزير وعضو البرلمان وقبل كل ذاك المناضل، مازال يسير بسيارته القديمة، ومتنازل عن راتب الرئيس لأعمال الخير، وبلاد تكاد تخلو من الفساد، في عوالمنا لو زار وزير عيادة تخربط الطبيب وعطل المواعيد وصرف المرضى وأغلقت العيادة أبوابها، ولم نكن نعلم بحضور الوزير لولا ظهور صورته مع الطبيب مبتسمين على «الانستغرام»!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معانٍ من السعادة بسيطة معانٍ من السعادة بسيطة



GMT 20:35 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -2-

GMT 21:33 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -1-

GMT 20:29 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

خميسيات

GMT 20:27 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

مواء القطة الرمادية

GMT 19:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

الموكب الملكي المهيب

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 19:17 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 06:17 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

افتتاح معرض رأس الخيمة للكتاب بمشاركة 76 دار نشر

GMT 02:43 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على مواعيد مباريات منتخب مصر في كأس العالم

GMT 08:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تخريج الدفعة الأولى من برنامج قيادة الأعمال الإنسانية

GMT 18:45 2015 الخميس ,22 كانون الثاني / يناير

معرض دبي العالمي للقوارب يعزز مكانته العالمية في 2015

GMT 21:44 2014 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تشارك في معرض برشلونة للكتاب في دورته الـ32

GMT 01:38 2014 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

جامعة كينياتا تمنح سيدة كينيا الأولى الدكتوراه الفخرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates