تذكرة وحقيبة سفر

تذكرة.. وحقيبة سفر

تذكرة.. وحقيبة سفر

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر

بقلم : ناصر الظاهري

ليس أجمل من يوم طويل وسعيد تستغل ساعاته كلها في متعة معنى السفر، يبدأ بعد تناول فطورك في صباح مدريدي جميل، تكسب إشراقة ويقظة موظفات الاستقبال في فندق الـ «ريتز»، الذي عادة ما كان يسرق سريره الوثير ساعات الفجر الجميلة، تتركه غابشاً، محتلاً تلك الزاوية التاريخية التي تعدّ امتداداً للمتاحف التي تحيط به وتحاذيه، الحديقة الساكن فيها تمثال «GOYA»، وفنانون آخرون يزخر بأعمالهم متحف الـ «برادو»، في ذاك الصباح المبكر كانت هناك نسمة حانية تخرج من بين حنايا الأشجار العتيقة التي تعطي الشارع شيئاً من الأنس، وشيئاً من الروح، بعد خطوات ليست بالكثيرة تصل محطة القطارات «أتوشا» منطلقاً في القطار السريع «Renfe» إلى برشلونة، في طريق ستمتد أربع ساعات ملتصقاً بنافذة باردة هي فرجتك على المدن التي ستتوقف بها كـ «سرقسطة»، وقرى صغيرة متناثرة بقرميدها الآجوري، وغابات خضراء، وطرق متعرجة زاحفة نحو برشلونة، التي ستستقبلك منها ناطحتا سحاب تبدوان من بذخهما الزجاجي، أنهما مملوكتان لنادي برشلونة الذي تحب لعبه، ما عدا أن يكون نداً لـ «الريال»، خاصة غداً.

تبدو المدينة أنها تتسم بملامح بعض المدن الإنجليزية أو الفرنسية الساحلية، بالرغم من لمسات أشهر معمارييها «Gaudi» الذي خطط تصميمها منذ عام 1880م، برشلونة تجمع مختلف البشر، تراهم في ساحة «لا رامبلا»، وشارع الممشى الممتد طولاً حيث الفرجة مع فكاهيي الحياة من فنانين، ومهرجين، ولاقطي رزقهم اليومي، تجبرك لوحات رسام إنجليزي على أن تتوقف عندها، تختار واحدة، ولا تستطيع أن تفاصله في سعرها، لأنه قرأ في عينيك طمع الامتلاك، يمتدحها ليزيد من حبها في قلبك، فلا تقدر على أن تبرح المكان إلا أن تأخذها ملفوفة في مخروط كرتوني، تهدأ النفس، ثم تتبع ظلال الناس البيضاء والباردة، ودهشتهم للقاء المدينة وأشيائها، وحين تتعب الأقدام، تجلس في مقهى على الرصيف لتناول وجبة غداء خفيفة لا تثقل الجفون، قبل أن تأخذك رحلة بحرية لساعات تبصر برشـــلونة من خاصرة الماء، وتمثال كولومبوس يشير بيده إلى بقعة سيكتشفها للعالم، تعود إلى ساحة كاتالونيا، وتركــب حافلة سياحية إلى الحي القوطي، حيث منزل ومتحف بيكاسو، وساحة مدريد، ثم السوق «El Corte Ingles»، وكنيسة العائلة المقدسة (Sagrada Familia) التي بدأ بناؤها عام 1882، ولم تنته حتى اليوم، يخيم الليل هكذا سريعاً لتكون برشلونة شيئاً مختلفاً، فتودعها مع آخر قطار متجه إلى مدريد بعد يوم من تعب مفرح، وسعادة ليتها كانت تطول، لأنها كانت من الرحلات التي تصرخ بك من بعيد: اليوم لي!، ولأن تلك الصغيرة أروى التي صارت تشكل علاقاتها مع عمرها الهارب للأمام، كانت تتوسد رجلي، مسافرة في أحلامها التي كبرت معها!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر تذكرة وحقيبة سفر



GMT 20:35 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -2-

GMT 21:33 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -1-

GMT 20:29 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

خميسيات

GMT 20:27 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

مواء القطة الرمادية

GMT 19:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

الموكب الملكي المهيب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 05:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
 صوت الإمارات - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 05:35 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة
 صوت الإمارات - الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة

GMT 12:25 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 06:44 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

معرضان مهمان لحبيب جورجي وفنان فنزويلي في القاهرة

GMT 05:23 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

120 ألف زائر لـ " مهرجان دبي وتراثنا الحي "

GMT 12:47 2013 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

الحكومة تدرس إنشاء 4 مجمعات تكنولوجية

GMT 12:22 2013 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

750مليار دولار فاتورة تزود العالم بالنفط والغاز 2014

GMT 10:20 2016 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

داغستان تحظر 40 موقعًا متشددًا من على "الإنترنت"

GMT 08:37 2016 الجمعة ,30 أيلول / سبتمبر

طرح "Hands of Stone" في دور العرض المصرية الخميس

GMT 17:55 2012 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

الطيور تستعين بأعقاب السجائر لطرد الآفات )

GMT 04:13 2016 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"سك العملة" تشارك بجناح في معرض القاهرة للكتاب

GMT 19:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates