تذكرة وحقيبة سفر 1

تذكرة.. وحقيبة سفر -1-

تذكرة.. وحقيبة سفر -1-

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 1

بقلم : ناصر الظاهري

هي خواطر سفر في مدن كثيرة، ومختلفة، هي أشبه بقصص قصيرة من الحياة، يأتي بها التأمل، وسبر الأمكنة، وتصفح الوجوه، ومراقبة الأشياء، حتى في الفضاءات الفارغة، ثمة شيء يمكن أن يستوقفك، وثمة أشياء تمسك بيدك، لا تجعلك تمر سريعاً:

- سيارة ميكروباص ملحاء تجوب الشارع المزدحم، تطل على السيارات بضجيج صوت مطربها الشعبي، وبفضول رأس سائقها الذي لا يكفيه إخراجه من نافذة سيارته الملحاء، ولكنه لو استطاع الفرجة على مقاعد سيارات الآخرين لفعل، وحين تجاوزتنا سيارته وهي تتعتع، أبصرت خطاً مزركشاً مكتوباً خلفها «البرنس عادل ماهر والسنيورة»، وما السنيورة غير سيارته الملحاء التي جاءت بعد دوخة!

- نادل سمين مدربح أتردد على مقهاه بين الحين والآخر، بطيء للغاية ولكنه يعوض تمططه وثقل حركته، بخفة دمه، والقفشات التي يحضّرها يومياً للزبائن، ومن قفشاته التي لا أعرف أحياناً لها معنى، ولكنها خفيفة، أنه رأى -أكرمت وجوهكم- حذائي الجديد، فقال: «تبارك المعطي جزمة.. إنما إيه، على الرنّ وايّ»!

- في بعض المدن، عليك أن تكون مع السائق سائقاً، ومع البائع بائعاً مثله، ومع النادل نادلاً، ومع البواب بواباً، ومع الشرطي متسامحاً للغاية، ومع المثقف عليك أن تكون جميع هؤلاء في آن واحد، فهؤلاء لا يعجبهم العجب، وكل جملهم تبدأ: أنا أعتقد أو في الحقيقة، وهو لا يعتقد، ولا شيء من الحقيقة!

- سهرة على رصيف مقهى «الفيشاوي»، في أواخر الليل القاهري، هي أقرب إلى السهرة السوريالية، فالمطرب جالس على الدكة، وبشعر «كنيش»، هو طبّال ومهرج ويغني ويدخن سيجاره في نفس الوقت، والراقصة من المارات المتبرعات، لا تنطبق عليها أي شروط فنية بكل المقاييس، كانت كتلها اللحمية والشحمية تتراقص قبلها، دون دف أو هز، أما شيخ القعدة، فهو إما مريد أو قطب صوفي، بشعره الذي يصل نصف ظهره، وبعصاه الفولاذية، وسيدة لا تريد الزمن أن يتخطاها، صوتها أجمل من صوت المطرب، كانت السهرة مثل مسرح العبث، بائع الجلود، والولاعات، بائعة المكسرات والسجائر، وامرأة هي سيدة البشاعة، في لبسها وصوتها ودفها الكبير ووقفتها التي لا تتزحزح، وأطفال صغار كبار ينهشون أي شيء، ويتلقون الصفعات على الوجه والقفا، وخاتمة المشهد، السيد «منبار» الذي يغرز قضيباً فولاذياً مفتعلاً في عمامته، يأتي في نهاية المشهد، يبحث في عيون الجالسين عن أي شيء، في صمته كلام، وتحت عمامته أسرار.. يبدو أن الأشياء على عفويتها، هي الأجمل والأمتع، لقد كانت أجمل مسرحية أشهدها في فضاء العرصات!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 1 تذكرة وحقيبة سفر 1



GMT 20:35 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -2-

GMT 21:33 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -1-

GMT 20:29 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

خميسيات

GMT 20:27 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

مواء القطة الرمادية

GMT 19:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

الموكب الملكي المهيب

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 13:33 2017 الأحد ,24 أيلول / سبتمبر

مقتل صحافية أميركية وأمها السورية في تركيا

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 07:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يرغب في تخطي عقبة مضيفه باريس سان جيرمان الأربعاء

GMT 21:53 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

فائدة النعناع لعلاج احتقان الانف والتهابات

GMT 00:26 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

توقيف زوج الفنانة نانسي عجرم بعد قتله لصا مسلحا

GMT 06:46 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

غسل الشعر بواسطة البلسم فقط

GMT 15:28 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

الفساتين الصيفية" لإطلالة شاطئ مشرقة وأنيقة"

GMT 06:03 2014 الثلاثاء ,19 آب / أغسطس

افتتاح معرض كاريكاتير "نرسم لغزة" في رام الله

GMT 05:42 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحذية المدببة تتربع على عرش موضة الربيع لموسم 2016
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates