له من اسمه نصيب

له من اسمه نصيب

له من اسمه نصيب

 صوت الإمارات -

له من اسمه نصيب

بقلم : ناصر الظاهري

أحياناً لا تدري كيف تأتي الأمور، خاصة حين نعجز عن التفسير المادي، فنلجأ لمسألة المصادفة، والحظ، وغيرها من المسميات التي تريح العقل أحياناً، ولكنها لا تقنعه، فمسألة أن للإنسان من اسمه نصيباً ينطبق عليها الحال، وهي فحوى المقال، لكن ليس هذا النصيب دائماً إيجابياً، فأحياناً تعاكس الأسماء أفعال أصحابها، فالكريم قد يكون بخيلاً، ونصيب ومبخوت وبخيت، كلها من الحظ، لكن قد لا يصادفهم الحظ في حياتهم، تماماً مثل ما كان يطلق على الجلاد والسيّاف اسم «مسرور» في الحكايات الشعبية العربية، فكيف يكون مسروراً، وهو يومياً يشاهد رؤوساً تتدربح أمامه أو رؤوساً عاندت ثلمة سيفه، لذا كانت لدينا، وربما هي عند العرب قاطبة، ومنذ قديم الزمن، أن يتلقبوا بالأضداد، فاللديغ يسمى «سليم»، والأعمى يسمى «بصير»، وصاحب العين العوراء يسمى «كريم» العين، والصحراء المتاهة، تسمى مفازة، وينطبق ذلك على بعض الأسماء التي يطلقونها على الأطفال لكي يعيشوا أو يخرجوا من محنة المرض وخلافه، كأن يتسمى الطفل باسم ثقيل لتكتب له الحياة، مثل «عتيق، ومعتوق، عاتق، وسالم ودرويش وغانم» وغيرها.

ما أثار هذا الموضوع في ذهني خبر تفجير فندق «الانتر» في كابول، وعملية القتل العشوائي والحريق، والذي تبنته حركة «طالبان» بفخر كعادتها، وكان على لسان الناطق باسم حركة «طالبان» «ذبيح الله مجاهد»، وهذا بالتأكيد اسمه، وليس لقبه، وإذا كان الناطق على هذه الشاكلة، «ذبيح الله»، فلن يأتيهم الخير، خاصة وأنه لن يخرج على الناس ببشارة في يوم ما، وربما لم يجرب الضحك، فكل تصريحاته عن قتل مدنيين وأبرياء، وتحطيم موروثات الحضارات القديمة، وتفجيرات، وتعسف تجاه المرأة، وعدم الاعتراف بالطفولة وبراءتها، ولأن الشيء بالشيء يذكر، تعجبت كثيراً من اسم صحيفة «داعش» والتي أطلقوا عليها «مرج دابق»، وهو اسم يناسب المعركة التي تسمت باسم المكان، لكنه حتماً لا يصلح لأي وسيلة إعلامية، ناهيك أنه لا يتماشى مع تكنولوجيا المعلومات، وثورة الاتصالات، ولو حاولت أن تكتبه بحرف أجنبي، فربما تهيأ لك لأول وهلة أنه اسم لصحيفة ألمانية، على شاكلة «دير شبيغل»، وبالتأكيد سيكون شعار الصحيفة سيفاً وترساً ودرعاً من الزرد على «شوية دم سائل»، لكنه يتناغم مع أسمائهم وألقابهم التي حفروها من المقابر، وأتوا بها من الأزمنة الغابرة، ليطلقوها في وجه العصر الحديث، وليمارسوا بسطوتها ورنينها «الديني» الفتك بالعباد، والخراب للديار!


نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

له من اسمه نصيب له من اسمه نصيب



GMT 20:35 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -2-

GMT 21:33 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -1-

GMT 20:29 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

خميسيات

GMT 20:27 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

مواء القطة الرمادية

GMT 19:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

الموكب الملكي المهيب

GMT 08:12 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"برشلونة يحسم صدارته للمجموعة الثانية في "دوري الأبطال

GMT 06:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

توم هانكس يؤكد أن عرض فيلم "غرايهاوند" 10 تموز

GMT 08:32 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مانشستر يونايتد يفقد شاو في مباراتين

GMT 13:17 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أروى جودة تُؤكِّد على عدم الاشتراك في مسلسل "قيد عائلي"

GMT 07:56 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سيف بن زايد يستقبل شيخ الأزهر الشريف

GMT 00:51 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"برشلونة" يرغب في ضم البرازيلي إيميرسون أباريسيدو

GMT 01:16 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

فهمي الخولي يُقرر تحويل رواية "الأرض" إلى عرض مسرحي

GMT 13:40 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة بالحجاب على طريقة الفاشونيستا صوفيا غودسون
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates