تذكرة وحقيبة سفر  2

تذكرة.. وحقيبة سفر - 2

تذكرة.. وحقيبة سفر - 2

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر  2

بقلم : ناصر الظاهري

- النظارة الشمسية الكبيرة الداكنة، على الوجوه الباسمة أو العابسة هي الأجمل كما يراها «مدحت باشا»، فهو يصر مع الطبقة الغنية الجديدة أن يلبسها «بنمرتها» الذهبية، ويستعملها أحياناً دونما أي حاجة، مثلما يفعل في «المول التجاري» أو بهو الفندق المظلم، «مدحت باشا» يرى ويعتقد أن تلك النظارة تعطي أهمية مبهمة للشخص، فهي بسم الله، ما شاء الله، آخر موضة، وكله على «التاتش»!

- الهاتف النقّال أصبح هو الأعز على الإنسان، البعض منهم لا يستطيع أن يستقيم في مشيته إذا لم يحمل «السيليللور» في يده، ورغم التنبيه المستمر بقفل الموبايلات في السينما وقاعات المحاضرات وفي دور العبادة وفي مجالس علية القوم، فإن أحفاد «بيل غيتس» يخافون أن تفوتهم الصفقات التجارية، فيصرّ كل واحد منهم على أن يسمعّك رنة هاتفه، أما الولهانات أمهات كحل وقصّة واقفة على الجبين، فإلى أن تفتح شنطتها الغالية فتحتاج لخمس دقائق، تكفي لكي يشاهدها الجميع ويعجبوا بها وبشنطتها الماركة، أما الغباء بعينه، فحين تكون على متن طائرة جاهزة للإقلاع، فيرّن نقال بعضهم، مثل ذلك العاشق الولهان، التلفان الذي رنّ هاتفه والطائرة بالكاد على المدرج، ليفاجأ الركاب المتحفزون والمتوترون خلقة، بصوته الرخيم: «أيه شيري، لا.. لا.. أنا بعدي في التيّاره..» تلفت نحوه الجميع، وكلهم شوارب واقفة، ولم يقل واحد منهم: «لو سمحت أو من فضلك أو لو تكرمت، لقد نفضّوا سلسفيل شيري تبعوه وكثرّوا..»!
أحد هؤلاء الذين كانوا يعدون نقودهم كلما وصلوا السكن، ولا ينامون إلا وهم مطمئنون أنها نائمة تحتهم، هو شخص ظريف لكنه شحيح، مرات كثيرة ونحن عائدون من الحرم المكي أطلب منه أن يرافقني إلى السوق، ويتعجب ماذا كان يعجبني في السوق؟ ويتضايق من مشترياتي الكثيرة، كنا وأثناء مرورنا بالسوق نصادف شحاذاً محطماً يمشي على ركبتيه ويديه، ورجلاه مرفوعتان خلف ظهره، كنت أسرب له ما تيسر من فكة المال، غير أن رفيقي كان ينظر إليّ بعين فيها العجب، كنا كل يوم تقريباً نراه، أدفع له، ورفيقي مرات كثيرة يطلب مني عدم إعطائه، لأنه يظن أنه محتال، فقلت له: أنت في الحج، والحسنات هنا أضعاف مضاعفة، تصدّق عن صحتك وعافيتك وأهلك، فقال: أستطيع أن أثبت لك أن هذا الشحاذ محتال، لقد كنت أراقب قدميه في كل مرة كنت تدفع له فيها، فوجدتهما متسختين وسخ المشي، ولو كان كما يدعي، لا يستطيع المشي، لكانتا نظيفتين، لذا لا تجوز عليه الصدقة، فعرفت من يومها أن للبخل ذكاء بلا حدود، لكنه يصب في مصلحة صاحبه فقط!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر  2 تذكرة وحقيبة سفر  2



GMT 20:35 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -2-

GMT 21:33 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -1-

GMT 20:29 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

خميسيات

GMT 20:27 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

مواء القطة الرمادية

GMT 19:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

الموكب الملكي المهيب

GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
 صوت الإمارات - علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

GMT 15:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

تغير المناخ المستمر يشكل خطرًا على التوازن البيئي للطيور

GMT 17:51 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أشهر المطاعم العربية الحلال في جنيف

GMT 18:46 2013 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

"سوني" تطرح بلاي ستيشن 4 في عدد من الدول

GMT 13:10 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق المؤتمر الدولي للحد من الزئبق

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

أفكار بسيطة لتجديد المنزل بأقل التكاليف الممكنة

GMT 23:13 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

الإضاءة الداخلية عنوان في هوية المكان

GMT 20:50 2013 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إنفاق 237 مليار دولار سنويًا لدعم الطاقة في الشرق الأوسط

GMT 05:53 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسطنبول مدينة رائعة تحضن كل الأمزجة التي تنبض بالحياة

GMT 09:41 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

بحث مشاريع الطاقة بين الأردن ومصر والعراق

GMT 19:07 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة بطلة فيلم "لوليتا"

GMT 03:55 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إشادة كبيرة من الجمهور المشارك في حفل "الماسة كابيتال".

GMT 01:26 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير تشيز كيك التفاح بطريقة سهلة وبسيطة

GMT 10:14 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

إخراج عنكبوت صغير مِن أعماق أذن امرأة فيتنامية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates