بقلم : ناصر الظاهري
- يمكن للحياة أن تكون أفضل، ويمكن أن تسير عجلة يومها دونما أي ضجيج يقلق أحصنتها الجامحة، يمكنها أن تكون ملونة، وزاهية رغم الدخان والرماد، ويمكننا أن نعيشها بتجلياتها إن استطعنا أن ننقذ أنفسنا، ونذهب حيث نشتهي من الأشياء، لا يضرنا تعثر القدم مرة، التضحية مرة، الخسارات مرات، المهم أن تكسب تلك النفس الأمّارة بالحب دوماً.. وأبداً.
- ما ضر يومي لو أنني بقيت جاهلاً موقع المحكمة الاستئنافية الاتحادية، ولا أدري إن كانت عليا أو لا، لماذا بعض الناس يصطبحون بالشر ومناكفة الغير؟ وكأن ليلهم بات يغلي على جمر الغضا والغضب، بعض الناس تفرحهم تلك المنازل، وأروقة المحاكم، جميل أن يتعلم الإنسان الستر، ويفرح أن لديه شعبة من شعب الإيمان، وأجملها..الحياء.
- لأشد ما أكره تلك الشوارع ولغتها المرّة، يتجرع الناس حنظلها، وتصطك لها مسامعهم، ولا يبالون، لقد غاصت شوارع بعض مدننا في وحل من النفايات، ووسخ الحكايات، فلا يطربهم إلا الشتم واللعن، وسوقية الحديث، وابتذال المعنى والمبنى، وكأن الدنيا مشروع التهام، وثمة ذئاب تتستر بثياب إنسان.
- قادر الإنسان على أن يكون لسانه رطباً بالذكر، وخير ما يسمعون، وأن يكون قلبه عامراً بالود والمحبة، وخير ما يصنعون، قادر الإنسان على أن يطرز حياته بالحسنات، ولا تتبعها السيئات، وشر ما يعملون.
- ما ضر الإنسان لو خلا يومه دون أن يربح غير كلمات صدق تعضده، وكلمات من ثناء على خير ما يقدمه، ولا يسأل عن شكره، ما ضره لو خلا جيبه مما يلوث إنسانية الإنسان، ويقلل من قيمة اسمه، ونقاء وجهه، وهيبة رسمه.
- خير للإنسان المتدبر أن يبتعد عن المتلاعبين والمتلاسنين والمتلاعنين، ويذهب ولو من حين إلى حين باتجاه تلك الأسئلة الكونية التي طرحها مرة ذلك المتنسك، الزاهد، والمعلم «بوذا» الذي ترك سلطانه وقصره المتنعم، وذهب نحو المعرفة، وحقيقة الحياة.
- لماذا أبواب المكاتب الرخامية، والمصارف المالية الدوّارة والزجاجية، والتي تعمل بالبطاقات الممغنطة تشعرك بالضيق، وصعوبة في التنفس، وتجلب للنفس الغثيان الصباحي؟، وحدها أبواب دور العبادات إن زرتها فجراً أو مررت ناحيتها ليلاً، تصادفك من صوبها رياح عطرها الريحان والإيمان، تلك التي تمر على النفس برداً وسلاماً.
- إني نذرت يومي للصمت، وخير ما يفعل الصائمون!