الرياضة وقت الفراغ

الرياضة.. وقت الفراغ

الرياضة.. وقت الفراغ

 صوت الإمارات -

الرياضة وقت الفراغ

بقلم : ناصر الظاهري

رياضة العربي غائبة إلى أن تفرضها الظروف، والعربي الرياضي غائب إلى أن تستدعيه المعضلات، وينتبه لنفسه، ويدرك أنه خلال سنوات طوال، وبرنامجه لم يتغير بكسله، وأنه لم يجد وقت فراغ ليمارس الرياضة، باعتبارها من الكماليات، لا الضروريات، وأنه يظل يعبّ من الأكل، ويخالطه بالمشروبات حتى تدمع عيناه، ثم يقعد جنب الصينية التي أحالها لطبق نظيف لا يحتاج لغسل - صحّت يداه، ولا فتّ الله من عضده - ثم يغفو تلك الغفوة التي تثقل الجفنين، وحين يصحو قبل المغرب بقليل، تجد مزاجه متعكراً، وغضب الدنيا في وجهه، ومستعد أن يتعارك مع ذباب وجهه، فلا قادر على تحمل دلع زوجته، ولا صراخ أولاده، والويل لو يعترض طريقه في تلك الساعة واحد يريد ديناً أو سلفة، ساعتها سيفتك به فتكة أسد جائع، وحتى يعتدل مزاج صاحبنا عليه أن يشرب أكثر من فنجان قهوة، مع تدخين أعواد متتالية من علبة السجائر، ولا بأس إن كان هناك حلو أو فواكه في الثلاجة قبل أن تعطب، ولأنه كثّر من الأكل في الغداء، فسيكتفي بكم «سندويتش» شاورما أو قطع بيتزا أو معجنات يعتقدها خفيفة.

وبعد كل هذا اللهاث «الماراثوني» يريد أن يذهب لسريره مبكراً، يستدعي الأحلام، فلا تجيء إلا الكوابيس والجواثيم، يظل يتعارك مع مخدته وزوجته، ولا تغفو عيناه إلا قبل الفجر بدقائق، كلها ساعتان وسينهض إلى عمله، لكنه ذهاب قسري خوفاً من دفتر الحضور، يجلس في مكتبه وجسده منهك، ومزاجه ثقيل، وحركته كسلى، والنوم يغشى جفونه، فلا يستطيع أن يستقبل مراجعاً، ولا ينجز عملاً، وهكذا تدور الساعات والأيام وصاحبنا على برنامجه اليومي نفسه، حتى ينتفخ الجسد ويترهل بالشحوم، ويكبس على الأعضاء، ويبدأ إيقاع الجسم بالتغير ومفاصله بالشكوى، حينها يقرر أن يغير إيقاع حياته من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، فيجدّ في شراء الملابس الرياضية، ممارساً الرياضة بطريقته الخاصة، ويتحمس لرفع 40 بدلاً من 20 كيلوغراماً، حتى تتمزق إحدى عضلاته، وبدلاً من الضغط عشرين مرة، وبالتدريج، تجده يضرب في العلالي حتى تتخلخل مفاصله، تجده يسجل في أفخر أندية الفنادق، وكأنها الرياضة لا تجوز إلا بخمس نجوم، يظل ينهك جسده، وكأنه يريد أن يعوض ما فاته، ويضغط على نفسه ووقته حتى يصيبه الملل، ويقلع عن الرياضة، ويخفت حماسه الأوليّ، ثم ينقطع عنها كلياً، إذا ما شفي من مرضه أو أنقص من وزنه، وسراعاً يعود لسيرته غير الرياضية، مشتكياً من قلة وقت الفراغ!

المصدر : الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرياضة وقت الفراغ الرياضة وقت الفراغ



GMT 20:35 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -2-

GMT 21:33 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -1-

GMT 20:29 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

خميسيات

GMT 20:27 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

مواء القطة الرمادية

GMT 19:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

الموكب الملكي المهيب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 05:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
 صوت الإمارات - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 05:35 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة
 صوت الإمارات - الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة

GMT 12:25 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 06:44 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

معرضان مهمان لحبيب جورجي وفنان فنزويلي في القاهرة

GMT 05:23 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

120 ألف زائر لـ " مهرجان دبي وتراثنا الحي "

GMT 12:47 2013 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

الحكومة تدرس إنشاء 4 مجمعات تكنولوجية

GMT 12:22 2013 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

750مليار دولار فاتورة تزود العالم بالنفط والغاز 2014

GMT 10:20 2016 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

داغستان تحظر 40 موقعًا متشددًا من على "الإنترنت"

GMT 08:37 2016 الجمعة ,30 أيلول / سبتمبر

طرح "Hands of Stone" في دور العرض المصرية الخميس

GMT 17:55 2012 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

الطيور تستعين بأعقاب السجائر لطرد الآفات )

GMT 04:13 2016 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"سك العملة" تشارك بجناح في معرض القاهرة للكتاب

GMT 19:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates