بقلم : ناصر الظاهري
- الحرمة تريدها تعطل مشاريعك، وتريد وجع الرأس بدون فائدة، أجلس ناقشها، واشرح لها الحيثيات والبعد الإستراتيجي، ومن خلال منظور أو وفق مفهوم الرؤية الموحدة، ومن هالخريط اللي ما يجيب إلا الحموضة، تريد الرضا والهناء، أعطها من هالزَرّي والمخوّر، وهلّ اللي في رأسك في مدحها ظلها العالي ومقامها السامي، وشوف كيف تصير الأمور، والله لتحبك على
رأسك طالع كل شمس، وإياني وياك تقول لها مرة: صبغة شعرك مب زينة، ترا ما بتشوف إلا الخسارة الزائدة، وهدلة ذاك البرطم، ونزاع مع صاحبة الصالون، وقد تكون فيه أنت طرفاً مشتركاً، كأن تنعتك صاحبة الصالون حين يشتد النزاع بينها وبين من خربت لون شعرها: زوجك هذا أصلاً «جنغل»، شو عرّفه بموضة صبغة الشعر، فترد الزوج المصون، وكأن أحداً داس على طرف ذايل ثوبها، صحيح زوجي «جنغل» بس بعده أحسن من زوجك هـ «الدقس، درام الديزل» وتظلان أيها الزوجان الغائبان حاضرين في تلك المشاجرة التي ستطول، ويطول خصامهما إلى ما قبل أيام العيد»!
- «مرحباً يا أفندم معكم الشركة المزعجة لغسيل الصحون وتنظيف البلاط، وكل ما يلزم المنزل المميز من خلاطات»، مثل هذه الشركات لا تعرف من أين تسطو على أرقام عُبَّاد الله أو من ييسر لهم تلك «الداتا»، ويوفرها لهم بمقابل، بحيث لا تأمن أن تتصل بك تلك الموظفة براتب مقطوع، وهي تتثاءب، وأنت في نيويورك، وما صدّقت ترقد، بعد ما تضاربت مع المخدة المرتفعة، لتصحّيك لتشرح لك كيفية غسيل الأطباق دون أن تجرح سطحها، وأنك مع هذه المادة التي تستوردها شركتهم ستجعل شريك العمر مرتاح البال على طول، شو تقول لها ذيك الساعة؟
- «سويرة وبنتها، كم تحتها»؟، كلما شاهدت أحداً من أبناء الجيل الجديد، أتذكر تلك الحزورة التي كانت تقصها علينا الجدات والأمهات في ذلك الزمن غير البعيد، وكيف كانت تلك الحكاية تجمعنا، وتسافر بِنَا، وتعرفنا على بيوت الحارة واحداً، واحداً، حيث تقضي الحكاية الجواب على سؤال، كم تحت تلك الأم التي تسكن ذلك البيت؟ وعلينا أن نحزر بيت فلان، ومن فيه من الأولاد والبنات، هي حزورة عفوية، ولكنها تدعو للترابط الاجتماعي والتآلف الأسري، اليوم معظم هذا الجيل لا يعرف من هم أولاد الجيران، إذا لم يكونوا جميعاً في مدرسة واحدة، اختفى ذلك الملعب التابع للحي حيث يجتمع الشباب، وماتت تلك السدرة التي تستظل تحتها البنات، ويلعبن لعبة «الحيا»، بل اختفت الحارة بأكملها، وغدت بيوتاً تزلج على قاطنيها الأبواب الحديدية، ولَم تعد الجدات والأمهات يتذكرن تلك الفزورة أو الحزورة القديمة التي تبدأ بذلك السؤال الاجتماعي: «سويرة وبنتها كم تحتها»؟