بقلم : ناصر الظاهري
هناك أشخاص عشاق «الكاميرا والمايكروفونات»، إذا ما ظهر على قناة تجده كمن «صعطه سمن وعسل على الريق»، يرتدي لكل محطة ثوبها، ويختار لكل قناة «كوبها»، يمكن أن تجده على أي قناة ما دامت «الظروف» مشحونة ومعدودة، قادر أن يدلو بدلوه في كل بئر، ويمكنه أن يكون «محللاً» سياسياً واجتماعياً واستراتيجياً وشرعياً حين يحتاج الأمر:
- يمكن أن تتصل به قناة «ديسكفري تو» وتسأله عن سبب نفوق حيتان البحر، وعن اللوث، ويجيب بأريحية، ودون تلعثم، يرضي المذيعة، ويقنع بعض المشاهدين الكرام.
- يمكن أن تتصل به قناة «أبو طبر» تخصص خطف وعمليات إرهابية، وتسأله عن الاستراتيجية الجديدة لتجفيف منابع الإرهاب العالمي، ويجيب وهو يسنّ سكينه، متوعداً، ومتأبطاً شراً.
- تتصل به قناة «الوادي الأخضر» لشؤون البيئة، وتسأله عن مدى فائدة «الشبو» على زراعة الشوفان والحنطة في أميركا الشمالية، وبعض من مناطق كندا.
- تتصل به قناة «العمر كله» الطبية، وتسأله عن تأثير الحبة الحمراء، وماء «الزموتا» على روماتيزم المفاصل، وعن سبب انتشار «بو حمَيّر» لدى طلاب المدارس الحكومية.
- تتصل به قناة «كاسر ملّة» المختصّة في الأطباق الشعبية، وتسأله عن طريقة طبخ «الهندال في الملال».
- تتصل به قناة «من دهنه سقيّ له»، وتسأله عن أضرار «الباسنية» على شرايين القلب.
- تتصل به قناة «الهوى هوايا» السياحية، وتسأله عن تعثر السياحة العالمية في الدول الشقيقة، رغم الجهود المبذولة، وازدهارها في بانكوك، وتنوعها من سياحة دينية وطبية وترفيهية إلى سياحة عالمية تخلب الألباب، وهل ذلك مرده إلى طبيعة الجغرافيا، وتأثيرها في الإنسان.
- تتصل به قناة «باب الحارة» الشعبية، وتسأله عن أهمية ودور طبل «المرّواس» في الصوت الخليجي المبحوح.
- تتصل به قناة «هبوب الشمال» المختصة بالطقس، وتسأله عن الانحباس الحراري، وتأثير «سبراي» الشعر و«الفليت» على اتساع ثقب الأوزون.
- تتصل به قناة «رحل وأعوانه من قوس قزح»، وتسأله عن مدى تأثير الفلبينيين والتايلنديين على زيادة نسبة قوم «ذباب الصيف كلني ولدغني»، ومطالباتهم الحقوقية.
- تتصل به قناة «الذراع الطويل» العقارية، وتسأله عن سبب وصول سعر الاستوديو في بعض الإمارات إلى خمسة ملايين درهم، وأثر ذلك على مبيعات «المالح والجسيف» في الإمارات الأخرى.
- تتصل به قناة «شيط ميط» المختصة في الموضة و«الفاشن»، وتسأله عن «الشكّ بكّ» واختفائه من حياتنا المعاصرة.
- تتصل به قناة «أم دويس وأخواتها» وتسأله عن «فنتك» الجيل الجديد من الشابات «اللي ما تعرفهن من كثرة السراريح اللي جدامهن واللي وراهن».
المصدر : الاتحاد