بقلم : أحمد الحوري
هكذا هي دولة الامارات العربية المتحدة وقادتها، لا تأتي مناسبة او حدث، الا ويتم من خلاله تسليط الضوء على تراث هذه الارض الطيبة، وعادات وتقاليد من عاشوا عليها وتربوا في احضانها، مختلف نواحي الدولة وبيئتها متواجدة في كل المناسبات، نجد حياة الساحل وحياة البداوة وكذلك نجد البيئة الجبلية، في كل مناسباتنا الكبيرة والصغيرة، فهي الماضي الاصيل الذي لا يمكن التخلي عنه، ولا يمكن نسيانه، فالحفاظ عليه يعني الحفاظ على تاريخ وارث الاجداد، وتعزيزه في اوساط الجيل الحالي، تأكيدا لمقولة «من ليس له ماض ليس له حاضر».
وتعتبر سباقات الهجن من اهم عناصر التراث الاماراتي على مر الايام والسنين، لذلك حرص قادتنا حفظهم الله على دعم هذا الارث الاصيل، والاهتمام به بمختلف الصور والاشكال، فتعددت السباقات والمهرجانات وتوزعت في مختلف امارات الدولة وميادينها، ومن بين هذه كلها يبرز مهرجان المرموم التراثي السنوي، الذي يعد بمثابة ايقونة المهرجانات التراثية المتعلقة بسباقات الهجن، بفضل المتابعة الحثيثة من قبل راعي المهرجان وداعمه الاول سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس مجلس دبي الرياضي، الذي اضاف لهذا المهرجان الكثير من الخصوصية، بعد الافكار المتجددة، التي يسعى سموه من خلالها الى جعل هذا المهرجان بمثابة كرنفال سنوي للهجن وعشاقه، لذلك حرص كبار الملاك والمهتمون بالهجن وسباقاتها من الدولة ومختلف دول الخليج العربي على التواجد في دانة المهرجانات، للتنافس وتقديم افضل ما جهزه «المضمرون» من «حلال» لنيل «الشارات» وتسطير اسمائهم في القائمة الذهبية لاهم واقوى السباقات التراثية.
وطالما ان الحديث جرنا الى الملاك والمضمرين فلا بد هنا ان نتوقف عند اهم علامتين في عالم الهجن وهما «العاصفة» و«الرئاسة»، العلامتان اللتان سطعتا في عالم سباقات الهجن، واخذتا الحيز الاكبر من التألق ونالتا السبق في المنافسة على الالقاب المحلية والخارجية، وتحولت من خلالهما السباقات الى تنافس مثير وجميل اعطى للميادين المزيد من الحيوية والمتعة، وبات عشاق الهجن يترقبون الاشواط التي تجمع هجن العلامتين للاستمتاع بمهارات التضمير، ومشاهدة «الحلال السبق»، وفي النهاية تكون الروح الرياضية الاخوة والاصالة حاضرة بكل معانيها الصادقة التي تزيد من جمال هذه الميادين.
صافرة أخيرة..
رياضة من حبها يتعب
لكن تعبها اللي محليها
لانها التراث الماضي الحاضر
مشهود حاضرها وماضيها
«فزاع»