علمنا «كورونا»

علمنا «كورونا»

علمنا «كورونا»

 صوت الإمارات -

علمنا «كورونا»

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

كل ما أنتجه مرض «كورونا» يدعو إلى المقت والألم، ولكن في طيات هذا الوباء، وفيما تحت ملاءته الساخنة، تعلمنا كم هي بلادنا رائعة وهي تفرش شرشف الحرية أمامنا، وكم كنا نرغد براحة واسعة لا تسعها الدنيا، وكم هي الحرية في بلاد تنعم بكل مقومات الحياة الباذخة، المترفة، الثرية بكل ما تهفو إليه النفس وتتمناه.
بلاد تفيض بمعاني الحياة الرائعة، وتطفو على موجة من المدهشات، المذهلات، ما يجعلك تشعر بأنك ضيعت عمراً، والأشياء الجميلة كانت تفلت من بين رموشك، كما تنزلق الأجنحة نحو منخفضات سحيقة.
اليوم وأنت في ظل مخاوف «كورونا»، وما يتبعها من احترازات، تحس بأنك خنت حريتك، وأنك بعت عمرك بثمن بخس، عندما انكفأت في مكانك، أو أجلت مواعيد السياحة الداخلية، تشعر أن الحياة في بلدك سلبت منك، وعندما أهملت النظر إلى كل مكان من هذه المساحة الجغرافية المطوقة بقلائد من جمال، وأساور من رونق لا مثيل له إلا هنا في الإمارات، هذه الحرية التي تتوخاها اليوم، تبدو مثل جوهرة معلقة عند شغاف الغيمة، وأنت تنظر، وتنتظر متى تتفتح الأزاهير؟ ومتى تعلن الجائحة عن هزيمتها، وهي قريبة، بإذن الله، ولكن ما يحدث داخلك هي زلزلة العمر، والزمن يطارده، كما هي العلاقة بين الفرائس والمفترسات، أنه عمرك، وأنه زمنك، وأنها الجائحة التي غيرت فيك أشياء، كما سلبت منك أشياء، ولكنك برغم ذلك فأنك تنتظر، وبفارغ من الصبر، لعل وعسى أن تنقشع الغيمة، وتزول الغمة، وتنطلق الطيور في الفضاء معلنة عن خروجها من قفص الخوف، والذي لازمها مدة  لا تقل عن العام تقريباً.
اليوم عندما تقف أمام المرآة، وتتأمل وجهك، تجد أن الكثير من الأحداث طرأت على بال الوجود، وها أنت تقف هنا، في وحدانيتك، وتقرأ الملامح في الصورة، كأنك تقرأ كتاباً لم يحدث أن قرأته من قبل، ولكنه كتاب يغريك في القراءة لأنه يخبرك عن واقع ما، عن حدث ما، عن فكرة جهنمية لفيروس، استطاعت أن تغير أشياء، وتغربل تفاصيل دقيقة في الوجدان، ربما لا تحس بها الآن بالشكل الأعمق، ولكن الأيام القادمة سوف تسفر لك عن قوة الحدث، وكذلك سوف توضح لك مدى ما خسرته أنت حين لم تطلق طيور مشاعرك، وتذهب في الأعماق كي ترى الدر كامناً في تلك المناطق من بلدك.
حريتك في الاستمتاع في مباهج الحياة في بلدك، هو الأجمل الذي ليس له شبيه ولا مثيل، ولا يشبه إلا نفسه.
حقيقة الإمارات، لا يشبهها إلا هي، لأنها ولدت من الفرادة، وأنجبت من رحم الاستثنائية، وكل ما نتمناه بزوال هذه الجائحة في أقرب وقت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علمنا «كورونا» علمنا «كورونا»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 08:52 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

1.2 مليون زائر لمعرض الشارقة الدولي للكتاب

GMT 23:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السودانية هديل أنور بطلة تحدي القراءة العربي

GMT 10:26 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار إبداع تصدر الكتاب الساخر "يا صلاة العيد"

GMT 14:26 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

10 أخطاء يجب تجنبها عند اختيار ديكورات المنزل

GMT 12:22 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق اختبارات مسابقة "جولدن سينجر" للمواهب

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 23:40 2017 الجمعة ,24 شباط / فبراير

إكسسوارات تمنحك الهدوء والراحة في غرفة النوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates