يحطبون ويخبون في صحراء إفلاسهم

يحطبون ويخبون في صحراء إفلاسهم

يحطبون ويخبون في صحراء إفلاسهم

 صوت الإمارات -

يحطبون ويخبون في صحراء إفلاسهم

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

المفلسون، غرفوا من معجم البذاءة ما يجعل قضية فلسطين بالنسبة لهم ليس أكثر من قهوة باردة، لم يبق فيها سوى الحثالة. هؤلاء ساعة يقولون دعوا فلسطين للفلسطينيين، ولا نريد التدخل في شؤوننا، وساعة أخرى، يلومون العرب على التواصل مع العالم من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من نشارة الخشب التي خلّفتها الاتفاقيات من خلف الستارة، حتى أصبح الفطين في حيرة من أمر هؤلاء المشعوذين. 
هؤلاء يريدون من العرب فقط دفع فواتير الحسابات الخاطئة، وسد أفواه الذين يرتزقون من وراء القضية، ولا يرزقونها إلا بمزيد من المهاترات، والافتراءات، والبيع بالباطن. لقد مرّ على احتلال فلسطين أكثر من سبعين عاماً، وهذه الوجوه والعقول نفسها التي تهيمن على مقدّرات الشعب الفلسطيني، وهم الذين يبيعون ويشترون، ويقايضون، ويساومون، وعندما تذلّهم الليالي، يلتفتون إلى إخوتهم العرب ويطالبون بموقف عربي واحد، ومحدد، وصارم وحازم وجازم في وجه إسرائيل، بينما الفلسطيني القابض على جوعه، وحصاة الصبر، لا يعرف إلى من ينتمي، فهل إلى حماس، أو عباس، فكلاهما يسحب النار صوب (قرصه)، عدا رغيف الفلسطيني (المعتر) يبقى بارداً، ليناً، معفراً بتراب اللوعة والفقدان، يبقى الفلسطيني الفقير، في وجه العدم ولا ماء لديه يغسل به ريقه الناشف سوى دموعه، وعرق تعبه وعوزه. 
هم يقولون: إن من يحق له التفاوض على حق الفلسطيني، هي القيادة الفلسطينية، ونحن نقول: مرحباً أيها القيادة الفلسطينية، ولكن أين هي؟! هل هي القيادة التي تختبئ في خنادق غزة، وتتأبّط شراً بكل من لا يعتنق أيديولوجية الإخوان؟ أم القيادة في رام الله التي هي منشغلة جداً في توزيع مهام التفاوض الفارغ من مضمونه، بين وجوه من طلعتها تعرف أنها انتهازية حتى نخاع العظم؟ إذن، مع مَن ستتفاوض إسرائيل، ومن هو الأحق بالتفاوض من بين الفريقين اللذين ما يحدث بينهما من عداء أشد ضراوة من عدائهما مع إسرائيل؟
فهؤلاء (المناضلون)، إذا كانوا عاجزين عن التصالح مع أنفسهم، فكيف بالله يستطيعون انتزاع حقوقهم من الغير؟ 
فهذه ليست لغزاً، وإنما هي الحقيقة، علينا أن نتخلص من الأفكار (الأنا والأنت)، ثم نتجه إلى الآخر بعقيدة سياسية واحدة، مشتركة، لا تغشيها شوفينية الأيديولوجيا الفاسدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يحطبون ويخبون في صحراء إفلاسهم يحطبون ويخبون في صحراء إفلاسهم



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 08:52 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

1.2 مليون زائر لمعرض الشارقة الدولي للكتاب

GMT 23:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السودانية هديل أنور بطلة تحدي القراءة العربي

GMT 10:26 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار إبداع تصدر الكتاب الساخر "يا صلاة العيد"

GMT 14:26 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

10 أخطاء يجب تجنبها عند اختيار ديكورات المنزل

GMT 12:22 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق اختبارات مسابقة "جولدن سينجر" للمواهب

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 23:40 2017 الجمعة ,24 شباط / فبراير

إكسسوارات تمنحك الهدوء والراحة في غرفة النوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates