الفرد التاريخي

الفرد التاريخي

الفرد التاريخي

 صوت الإمارات -

الفرد التاريخي

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

هناك قادة ملهمون، لديهم من الملكات الإبداعية ما يجعلهم يتفوقون على سواهم، ويسبقون الظرف الآنية بمراحل، مما يسبب لهم ضجة المحيط الذي لا يستطيع استيعاب ما يقومون به من اختراقات في صناعة الواقع الجديد، وحتى يتم هذا الاستيعاب أو الاقتراب من الحقيقة يحتاج هؤلاء إلى سنوات، أو عقود من الزمن، ولكن يبقى في الواقع ما يسدد خطأ هؤلاء الملهمين، وهي قدراتهم العقلية، وشخصيتهم التي تتجاوز الواقع الأليم، وسماتهم، وجرأتهم.
هناك رجال عظماء بقوتهم الشخصية، وإرادتهم القوية واستراتيجيتهم العبقرية، ومكانتهم في وسط الظرف المواتي، كل ذلك يجعل من هؤلاء أياقين حياة، وسيمفونيات سياسة، ومشاعل وعي، وقناديل إدراك، تخضع لهم الظروف، ولا يخضعون لها. 
فمثل شارل ديجول الشخص الفذ، الذي أعاد فرنسا إلى مصاف الدول المنتصرة في 1945، وكيف جنبها الانهيار أمام المتهورين، والباحثين عن الخراب، فالقرارات الصعبة تحتاج إلى رجال لا يهابون المبادرة، ولا ينكسرون، ولا ينحنون أمام الرياح، فهؤلاء لديهم من الجسارة، ما يفضي إلى الخوض في الحقائق الكبرى من دون وجل أو جفول، هؤلاء خلقوا للظروف العصيبة ليحرروا العالم من غبن ومن شجن ليعلوا كلمة الحق، دون توجس أو ريبة، لأنهم يمتلكون حكمة القرارات الصعبة، ولأنهم يحظون بثقة من يحكمونهم، ومن يسيرون على نهجهم، ومن يتبعون خطاهم، ومن يؤمنون بمبادئهم وثوابتهم، ومن يجدون فيهم الخلاص من عهن الأيام، وفي هذا البلد أرسى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، بنى معرفية، ووشائج قربى ما بين الإنسان والحقائق الكبرى، الأمر الذي هيأ للإنسانية أن تنبت شجرة عملاقة لها جذورها التاريخية التي تتكئ عليها، هو ذلك الفرد التاريخي، هو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبضمير الإنسان وحس السياسي الفذ، يفتح سموه الأفق باتجاه الآخر، مؤمناً بأن التاريخ ليس حلقة مفرغة من الهجاء، والرثاء، وإنما التاريخ هو آلة ضخمة يحركها وعي الإنسان بقيمة السلام مع النفس، والذي بدوره يفضي إلى السلام مع الآخر.
وهكذا نحن اليوم نشهد هذا الوعي المتسع، يمضي باتجاه المستقبل كما هي الجياد التي تثب نحو عشب الحقول اليانعة، هكذا نحن اليوم نقرأ الواقع كما كتب سموه على صفحاته بأنه يجب أن نرفع رؤوسنا عندما نضع أيدينا على المياه الساخنة، ولا نغمض أعيننا عن الحقيقة، ولا نحني رأساً، ونحن ذاهبون إلى المعنى الرفيع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفرد التاريخي الفرد التاريخي



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 08:52 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

1.2 مليون زائر لمعرض الشارقة الدولي للكتاب

GMT 23:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السودانية هديل أنور بطلة تحدي القراءة العربي

GMT 10:26 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار إبداع تصدر الكتاب الساخر "يا صلاة العيد"

GMT 14:26 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

10 أخطاء يجب تجنبها عند اختيار ديكورات المنزل

GMT 12:22 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق اختبارات مسابقة "جولدن سينجر" للمواهب

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 23:40 2017 الجمعة ,24 شباط / فبراير

إكسسوارات تمنحك الهدوء والراحة في غرفة النوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates