الجناح المائل

الجناح المائل

الجناح المائل

 صوت الإمارات -

الجناح المائل

سمير عطا الله
بقلم: سمير عطا الله

عندما انضم الدكتور زكي نجيب محمود إلى كلية الفلسفة في جامعة فؤاد الأول (القاهرة لاحقاً) أوكل إليه تدريس مادة علم المنطق. ولم يخف عليه («قصة عقل» - دار الشروق) أن زملاءه دفعوا بهذه المادة الجافة إلى القادم الجديد، لأن حماسه أشد وطاقته أقوى.
المنطق، بالنسبة إليه، كان العقل المطلق، لكن القاهرة خارج الجامعة كانت غارقة في نقاشات ومجادلات لا يمكن ضمها إلى سياقات المنطق وأحكام العقل. كان هذا عام 1947. يوم مصر تتألق في فكر طه حسين ولطفي السيد والشيخ محمد عبده. ثم نجد أستاذ المنطق بعد ثلاثين عاماً، أي سنة 1977، يشهد في القاهرة جدلاً أدبياً لا يهدأ: هل إذا سقطت الذبابة في الطعام، تؤكل أم ترمى؟ مفكر يقول، ترمى، ومفكر آخر يقول إنها إذا سقطت بجناح واحد وجب غمرها بجناحيها، لأن الفائدة في واحد منهما. ومفكر ثالث يقضي بأن تؤكل لأنه ليس من الممكن تحديد مواضع الفائدة في جسمها.
أتخيل الأستاذ العائد من جامعة لندن يشغل محركات المنطق لكي يتوصل إلى نتيجة حول الذباب والطعام. أما هو، فيضرب رأسه في الجدار مستسلماً، يائساً، قائلاً، إذا كان هذا يجري العام 1977 فكيف كان الأمر 1887 أو 1877 أو 1777 أو السنة صفر؟
لا ندري. لكنه في أحيان كثيرة كان أفضل. أو أعقل. والعقل على طريقة زكي نجيب محمود، ليس سهلاً دائماً، مهما بسّطه لنا.
لا يعترض زكي نجيب محمود على الذين غرقوا في شرح فوائد الذباب بعدما يكون قد «تبّل» نفسه، بل على المطبوعات التي تنشر، أسبوعاً بعد آخر، هذا النوع من «الأبحاث».
لم تدم موجة زكي نجيب محمود طويلاً. ولا ما قبلها. وخلا جيل ما بعده من الفلاسفة والعلماء والمفكرين، إلا أقلهم. لقد قمع كل نور وهو بعد في سراجه. ولم يعد التنوير قضية وفاء من طفايات الظلام. ولكن هناك سرب من الشجعان والفارسات، خصوصاً في مصر، يقاوم كل يوم صخور التحجر، وهم ليسوا أقل فكراً وعلماً من صاحب «قصة عقل». وأخشى إن أنا سميت بعضهم أن أنسى أكثرهم. لكنهم يعطونني كل يوم أملاً جديداً بأننا سوف نذهب إلى المختبرات للبحث عن علومنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجناح المائل الجناح المائل



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 05:35 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة
 صوت الإمارات - الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:21 2015 الأربعاء ,11 شباط / فبراير

افتتاح معرض "ألوان السعودية" المتنقل في جدة

GMT 07:14 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الرميحي يزور جناح دولة قطر في معرض "اكسبو 2015"

GMT 20:48 2013 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج جديد فى إذاعة الشرق الأوسط عن التعديلات الدستورية

GMT 13:26 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقهى ثقافي ومسابقة تصوير في معرض كتاب شرطة دبي

GMT 11:40 2015 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"أبوظبي للسياحة" تنظم معرض "ميادين الفنون"

GMT 07:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

جبل بوزداغ من أروع المناطق السياحية للتزلج

GMT 05:28 2016 السبت ,27 شباط / فبراير

HTC تنشر أول صورة تشويقية لهاتفها المرتقب One M10

GMT 11:02 2013 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

بحث تطوير مشروع جامعة عمان مع كامبريدج

GMT 03:34 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يستقطب أكثر من 600 ألف زائر

GMT 08:27 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميثاء الخياط تعرّف الأطفال بطرق قص مبتكرة في "الشارقة"

GMT 01:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كلوب يكشف السبب الرئيسي لسقوط ليفربول أمام ساوثهامبتون

GMT 12:49 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ميسي يوضِّح تعرّضه للأذى في برشلونة سبب خروجه عن صمته
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates