«مسيلمات» في السياسة

«مسيلمات» في السياسة

«مسيلمات» في السياسة

 صوت الإمارات -

«مسيلمات» في السياسة

ماجد الرئيسي⁩
بقلم - ماجد الرئيسي⁩

كان مسيلمة يمتاز بأساليب الخداع للتأثير على الناس كي يؤمنوا بنبوته المزعومة، ورغم وصف الكذاب الذي التصق به إلا أنه نجح في تكوين أتباع له ممن استطاع خداعهم، وهو ليس شطارة فيه بقدر ما هو ضعف في نفوس المغرر بهم.
في عالمنا السياسي المعاصر والقديم لدينا عشرات النماذج لهيئة مسيلمة يطمحون، كما كان يطمح الأخير في تسيّد المسلمين، عندما عرض على الرسول، صلى الله عليه وسلم، إسلامه مقابل أن يخلف الرسول في النبوة. ورغم رفض الرسول العرض إلا أن مسيلمة استمر في خداع الناس  والتأثير عليهم بروايته، وهنا نصل لعالمنا السياسي اليوم الذي يتمحور في روايات تطلقها دول وتنظيمات في مناطق الصراع، بهدف ضرب تحالف أو تحريض مجتمعات محلية على حكوماتهم أو خلق اضطرابات وحروب أهلية. تلك الروايات على الرغم من معرفة مصدرها وعدم صحتها تؤثر، بشكل أو بآخر، على ضعاف الأنفس الذين تأخذهم العواطف أكثر من العقلانية أو يدفعهم الحماس وتصفيق الجمهور أكثر من التريث والتفكير بعواقب التصرفات. 
روايات مسيلمة السياسية في هذا العصر تمتاز بالتكرار وتدعيمها بأصوات متنوعة بلغات متعددة، لتكسب المصداقية لتحقيق التأثير، ويذهب البعض إلى أن هذا التكتيك يعد نجاحاً للدول، ولكن في الحقيقة يبقى هذا الأسلوب مجرد تكتيك لا استراتيجية تعمل بها الدول التي اتخذت من الشفافية والمصداقية أساساً في عملها. 
في أحد المؤتمرات في الدولة التقيت إعلامياً أميركياً، وعند سؤالي له عن نقاط القوة التي تتمتع بها الإمارات توقعت أن تكون إجابته تتمثل في الجوانب الاقتصادية والقوة الناعمة التي تتحلى بها الدولة، لكن كانت الإجابة بعكس التوقعات، عندما اختصرها بكلمتين (المصداقية والوضوح)، وأكمل في الشرح قائلاً: لديكم من الوضوح ما يقلق سياسيينا، وهذا ما لم نعتد عليه في الشرق الأوسط. 
والحكمة في هذا الموضوع أن تكتيكات مسيلمة قد تنجح في فترات معينة، ولكن تلك الأساليب لن تحقق في النهاية النجاح، فكلنا يعلم كيف انتهى المطاف بمسيلمة الكذاب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مسيلمات» في السياسة «مسيلمات» في السياسة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates