«الأخوّة الإنسانية» في العراق

«الأخوّة الإنسانية» في العراق

«الأخوّة الإنسانية» في العراق

 صوت الإمارات -

«الأخوّة الإنسانية» في العراق

حمد الكعبي
بقلم - حمد الكعبي

ملأتنا مشاعر الاعتزاز بنهجنا حينما سمعنا اسم الإمارات يتردّد بقوّة في وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة ومحطات التلفزة، مؤخراً، مع زيارة البابا فرنسيس للعراق، والتي رآها العالم كلُّه درباً جديداً لـ«الأخوة الإنسانية»، التي كتبت وثيقتها الخالدة هنا في أبوظبي.
تعززت هذه المشاعر أكثر عند صلاة البابا على مقربة من كنيسة الطاهرة، وغيرَ بعيدٍ من مسجد النوري، اللذين تتولى الإمارات مسؤولية ترميمهما ضمن مشروع لإعادة بناء وترميم المعالم التاريخية في الموصل، التي تعرضت لأبشع جرائم الكراهية والتخريب على يد الإرهاب.
وبينما جلس المصلّون على مقاعدَ خشبيةٍ وسط الرّكام، شاهد الجميعُ إرادتين، الأولى: كانت إرادة الهدم والكراهية وقد انهزمت بعد أن خلّفت وراءها كل هذه الأطلال، والأخرى: إرادة الحياة والأخوّة، التي تساعد بلادنا في بنائها هناك، فيما أعلنها «الحبر الأعظم» مدويّة: «الرجاء أقوى من الموت، والسلام أقوى من الحرب».
كان المشهد مهيباً، حيث تجلّت القوة الحقيقية للإنسانية في مواجهة الكراهية والقتل والإرهاب الذي لم يفرق بين المسجد والكنيسة وراح يثير الاحتقان الطائفي والشروخ الاجتماعية على نحو مؤسف.
وعلى قدر الهيبة، كانت سعادتنا بتسارع الخطى نحو نشر وتطبيق مبادئ «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي تعد صفحة مشرقة في التاريخ المعاصر، والتي شاركت قيادة الإمارات بوعيها وحكمتها في كتابتها، لتخرج من الإمارات للعالم متّسقة مع السياق التاريخي والإرث الثري لبلادنا المحبّة للسلام والتعايش.
في الموازاة، كان التفاؤل بعودة العراق إلى مكانته وأهميته التاريخية، مدفوعاً بتنوّعه الذي امتاز به، ونسيجه الاجتماعي القوي الذي تربطه جسور التفاهم والتقارب بعيداً عن أي تمييز عرقي أو ديني أو طائفي أو فكري أو سياسي، مع التأكيد على مبدأ المواطنة كأساس للحقوق والواجبات.
ستعود مئذنة مسجد النوري لمعانقة منارة كنيسة الطاهرة من جديد، وتتسع في ظلّهما دروب الأخوة، وستطويان صفحات التاريخ الباهتة، وتفتحان معاً كتاب المستقبل، وسيكون التسامح سطرَه الأول.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الأخوّة الإنسانية» في العراق «الأخوّة الإنسانية» في العراق



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates