إقفال تامّ جدّي

إقفال تامّ.. جدّي

إقفال تامّ.. جدّي

 صوت الإمارات -

إقفال تامّ جدّي

ميرفت سيوفي
بقلم - ميرفت سيوفي

أخيراً اتخذوا قراراً مفيداً، انتهت أزمة الاختيار بين الإقفال التّام مع إستثناءات بعيداً عن أكذوبة النتائج التي تترتب على الاقتصاد بعدما بدأ تفشّي السلالة الثانية من كورونا في لبنان، ومع هذا استبعدوا تعليق الرحلات إلى مطار بيروت، لا يريد أحد الإعتراف في هذا البلد أنّ المطار يبقى مفتوحاً بقرار من حزب الله لأنّه بوابته إلى العالم، مهما تهرّب الجميع من الحديث عن هذا الأمر!!

نتمنّى ألا يكون الحديث فرض تدابير صارمة وإجراءات وقاية وعقوبات مشددة جداً، وأغلب الظنّ أنّ هذا كلّه لن يكون كافياً، أو على الأقلّ لن يكون صادقاً، ولن يكون الأمر متساوياً على الأراضي اللبنانيّة ولن يكون صعباً أبداً فضح تطبيق القرارات التي تمّ انتظارها بدءاً من الخميس المقبل، ثمّة قلق عارم يضرب اللبنانيّين خصوصاً الّذين يلتزمون بكلّ التعليمات الوقائيّة من كورونا فيما يجدون في المقابل مصابون سواءً من المقيمين والوافدين حديثاً لا يأبهون بل يختلطون إجتماعياً برغم معرفتهم أنّهم يحملون الفيروس فينشرون الوباء في محيطهم بأكمله، وبالطبع سنكون سخفاء جداً إن صدّقنا تحذيرات وزير الصحة حسن حمد التي هدّد بها بالأمس المواطنين الذين تعجّبوا من إصراره على بدء الإقفال يوم الإثنين المقبل!!

إبقاء البلد مغلقاً والمطار مفتوحاً وسياسة المفرد والمجوز هي نفسها وإلى أين ستقود البلاد لا أحد يعلم خصوصاً أننا في مرحلة السلالة الثانية؟ حتى المواطن اللبناني إذا سألته ماذا يختار؟ سيختار أن يبقى البلد مفتوحاً وليمت من يمت فـ”المصاري” أهم بالنسبة له، وسيبقى غير عابىء بعمليّة الانتحار الجماعي التي يتسبب بها وضع البلد السائب!!

 

عندما حذّرنا من أنّ البلد ذاهب إلى مهوار حفلات ليلة رأس السنة لم يبقَ صاحب مقهى ولا مطعم ولا فندق ولا مواطنين حتى، لم يرفعوا صوتهم في وجه دولة تشعر بعجز عن أخذ قرار تضبط فيه أمن البلاد الصحي خصوصاً وأننا دولة التجارة بالصحة ولا تأخذ القرارات إلا بعد فوات الأوان، القرارات التي تمّ اتخاذها بالأمس ستقودنا إلى فوات الأوان التامّ هذه المرّة، خصوصاً وأن كلّ اللاعبين يخادعون أنفسهم في دائرة الوباء الذي من المحتمل “أن يقشّ الجميع” دفعة واحدة!!


 
هل يسير لبنان على خطى بريطانيا وألمانيا بأرقام إصابات تجاوزت العشرة آلاف إصابة في يوم واحد، هذا الوعي المعدوم عند اللبنانيين الذين يطبقون الحجر على طريقتهم فإذا بهم يتزاورون ويجتمعون في بيوت بعضهم البعض “ودايرينها أراكيل ولعب طاولة وورق”، إذا كان تطبيق الحجر هذه المرة على هذا النسق سنكون أمام آلاف الإصابات وسنكون أمام سيناريو إيطالي بحقّ!

أعتقد أن الأوان قد فات على إعادة السيطرة على أرقام الإصابات، ويتحمّل الشعب اللبناني المسؤولية الكبرى في الحال التي وصلنا إليها لأنّه لم يأخذ بأسباب الوقاية، وقد يكون قرار الإقفال بدءاً من الخميس المقبل هو الفرصة الأخيرة لإنقاذ الأرواح، وإلا سيكون السيناريو سوداويّ جداً في بلدٍ يتطاحن فيه الثنائي الشيعي ضد بعضه بعضاً في منطقة الجنوب فيحرم أهله من مستشفىً جاهز تبرعت به دولة قطر بعد انفجار 4 آب!

يبقى،أنّه وبدلاً من التباكي على عدم قدرة مستشفياتنا على الإستيعاب فليتوجّه من لم يزل من اللبنانيين على صلة بالخارج العربي والغربي وليستنجد بمستشفياتها الجاهزة علّ أسرّتها تنقذ ما يمكن إنقاذه من أرواح اللبنانيين المجانيّة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إقفال تامّ جدّي إقفال تامّ جدّي



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates