مجتمع حافة الكوثر

مجتمع "حافة الكوثر"

مجتمع "حافة الكوثر"

 صوت الإمارات -

مجتمع حافة الكوثر

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

هل تُصاب المجتمعات بمرض الاكتئاب الذى يصيب الأفراد؟ قفز السؤال إلى ذهنى منذ أن بدأت فى قراءة رواية الكاتب والشاعر الموهوب على عطا الأولى «حافة الكوثر»، فبقيتُ للحظات استدعى من العلم الاجتماعى ما يعين على إجابة، وأفكر فى العلاقة بين »المجتمع المكتئب« وما نسميه حالة الكآبة العامة التى تخيم على المجتمع فى بعض المراحل.

ولكننى عدتُ بسرعة إلى الرواية التى برع كاتبها فى التعبير عن أزمة مجتمع أدخلته الظروف الصعبة فى حالة مرضية. ويتخذ الكاتب من مصحة »الكوثر« النفسية رمزاً لهذه الحالة. 

الرواية مكتوبة بطريقة الراوى التى تتيح للمؤلف فرصة البوح بشجاعة غير معتادة فى الكتابة العربية0 يدخل الراوى هذه المصحة من وقت إلى آخر، ويؤمن بأن الاكتئاب مرض شائع، بدون أن يقول إن المجتمع مصاب به، بل يترك ذلك لمن يريد أن يستخلصه من الرواية. 

ولكنه يسأل، فى سياق رسالة إلكترونية إلى صديقه المغترب (هل يمكن أن يصبح الكوثر وطناً بديلاً لناسه الوافدين إليه رغماً عنهم من كل صوب وحدب). ويجيب: (هو بات كذلك بالفعل. ولا بديل له إلا شوارع لا ترحم ساكنيها). يقول ذلك وهو يفكر فى صديقه المغترب، وهل وجدا أخيراً الوطن البديل له ولأسرته الصغيرة. 

وحين يصبح الوطن طارداً لأبنائه، وتصير الهجرة حلماً لكثير منهم، هل تكون المصحة النفسية وطناً بديلاً لمن لا يجد وطناً اّخر؟ سؤال قد يُثار فى ذهن بعض القراء ضمن أسئلة كثيرة تدفع الرواية القارئ إلى طرحها والتفكير فيها وتأمل أبعاد العلاقة بين الاكتئاب بمعناه الضيق »الفردي«، والاغتراب بمعناه الاجتماعى الواسع، فى مجتمع يمر بأزمة خانفة. 

ويُوظف الكاتب تقنيات التواصل الإلكترونى لإغناء الرواية بعدد كبير من الشخصيات بطريقة غير معتادة فى البنية الكلاسيكية للرواية. وربما أراد تعويض قلة الأحداث بكثرة الشخصيات0 وينجح فى ذلك معتمداً على أسلوب مميز فى السرد يمتزج فيه الماضى بالحاضر على نحو يجد فيه القارئ مصداقاً لقوله، وهو يتذكر أيام الطفولة (الشوارع التى كانت تتسع لترقنا ضاقت بما رحبت به، ولا أظن أنها الآن رحبة لغيرنا). 

أما أهم ما يلفت الانتباه فى «حافة الكوثر» أنها تحمل رؤية لأزمة المجتمع. وقليل هم الكتاَّب الذين قدموا رؤى جديدة فى رواياتهم الأولي. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجتمع حافة الكوثر مجتمع حافة الكوثر



GMT 16:05 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

مرحلة جديدة في المنطقة

GMT 15:14 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

هل انتهت تحديات «البريكست»؟

GMT 16:27 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

معضلة «النهضة».. والآمال المحبطة

GMT 14:52 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

حدود الصراع التجاري

GMT 14:31 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الدستور أولاً أم الحل السياسي؟

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates