بقلم- صلاح منتصر
عندما بدأنا نسمع عن فيروس كورونا في يناير الماضي لم نكن نتصور أن خطره سيمتد معنا كل شهور السنة دون أن ينتهي.
كان الاعتقاد أننا نعيش في عالم بلغ من القوة العلمية مالا يمكن أن يؤثر فيه فيروس مثل كورونا الذي لم نكن سمعنا عنه.
وعندما فوجئنا بـ الإجراءات الاحترازية التي اتخذت شعار " خليك في البيت " كتمنا استخفافنا بما يحدث وعلى أساس أنها نيو لوك لأيام معدودة نكسر فيها خط الملل الذي تعودناه!
اقتربت سنة كاملة على السجن الإجباري الذي عاشه بعضنا خوفًا، واكتشفنا أن القوة العلمية التي نعيشها سخر منها فيروس ضيئل وصل عدد مصابيه حتى اليوم إلى 58 مليونًا توفي منهم - وما زال - أكثر من مليون شخص، ولم يعد فينا من لم يسمع عن صديق أو قريب أو شخص يعرفه توفي بسبب كورونا.
مرت على كورونا فصول السنة الأربعة لتثبت أن فصل البرد الذي بدأ أخيرًا في مصر ودول أخرى هو موسم نشاط الفيروس؛ مما يخشى أن تتكرر الأيام الصعبة التي عشناها سجناء بيوتنا.
واليوم مع اقتراب مرور السنة الأولى على الوباء يبدو واضحًا لنا أن الوباء لم ينكسر؛ بل على العكس أصبح أكثر قوة، في الوقت الذي مازالت فيه معامل ومراكز الأبحاث غير قادرة على رفع راية الانتصار على الفيروس، وإعلان قدرتها على حماية الناس منه، وأن الوباء لم يعد وهمًا أو خيالًا؛ بل أصبح واقعًا يتساقط ضحاياه حولنا كل يوم، وأن أغنى الدول في العالم هي الأكثر معاناة وضحايا!
ومن تابع اجتماع مجلس الوزراء الأخير يشعر بأن المجلس قارن بين العودة إلى الإجراءات القاسية التي شهدت إغلاق المساجد والأندية والمدارس وتحديد مواعيد السهر، وبين بعض القيود تاركين للناس حرية التحرك!
حتى الآن يبدو أنهم راهنوا على الشعب وحريته، فهل يحترم الشعب هذه الحرية أم يضطر الدولة إلى التدخل والعودة إلى خليك في البيت وتسقط الحرية!