بقلم - أسامة الغزالي حرب
الضجة التى أثيرت مؤخرا حول الفنان الشاب محمد رمضان واتهامه بـ التطبيع مع إسرائيل وما ترتب عليها من قرار الاتحاد العام للنقابات الفنية بوقف رمضان عن العمل، تثير لدى شعورا بالدهشة والاستغراب الشديدين. أولا، ما هو فعل التطبيع الذى أقدم محمد رمضان عليه؟ كان الرجل يتناول الطعام فى أحد مطاعم دبى يوم السبت الماضى وتعرف عليه مطربان إسرئيليان، فرحبا به وأخذا صورا ودية لهما معه.
أى أن الواقعة كانت فى بلد عربى، وفى مطعم، وحدثت بالمصادفة! ولكنها المرة الأولى التى أعرف فيها أن السلام مع شخص إسرائيلى تطبيع، و أتساءل ما هو المطلوب عمله فى هذا الموقف، أن يجرى من أمام الرجل أم يرفض السلام عليه؟ ولماذا يرفض؟ إنه مثل كل شباب مصر فى مثل عمره (32 سنة) يعرف أن إسرائيل بلد لها علاقات رسمية مع مصر ولها فيها سفارة وسفير، وقد ولد محمد رمضان بعد حرب 1967 بأكثر من عشرين عاما، وبعد حرب أكتوبر بـ15 عاما!
تصرف رمضان بشكل تلقائى كما يفعل مع كل معجبيه، والذى قال بصدق إنه لا يمكن أن يطلب من كل شخص يطلب التصوير معه بطاقة هويته أو جواز سفره! ولكن النقابات الثلاث (التمثيلية، والموسيقية والسينمائية) أرادت أن تسجل لنفسها بنطًا فى الوطنية على حساب رمضان، فهذا أسهل طبعًا من عمل فيلم أو مسرحية أو أغنية عن الحقوق المغتصبة للشعب الفلسطينى !
غير أن مما يثير الاستغراب أكثر أن ذلك الذى يتم مع محمد رمضان إنما يجرى فى الوقت الذى قامت فيه بعض دول الخليج بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل (الإمارات والبحرين) بعد السودان وجنوب السودان، فضلا عن العلاقات الفعلية لكل من قطر وعمان ...فلماذا لا تتحرك النقابات الثلاث وتقطع علاقاتها مع تلك البلاد، وتحجب عنها إنتاجها السينمائى والتمثيلى والغنائى...؟ أم أنهم يتشطرون على محمد رمضان..؟
الموقف جد لا هزل، ويستدعى شجاعة وفاعلية فى المواجهة أكثر من معاقبة محمد رمضان على مصافحته لشخص إسرئيلى فى مطعم بدبى!.