اعترافات ومراجعات 41 معرض الكتاب حوار الأفكار

اعترافات ومراجعات (41).. معرض الكتاب: حوار الأفكار

اعترافات ومراجعات (41).. معرض الكتاب: حوار الأفكار

 صوت الإمارات -

اعترافات ومراجعات 41 معرض الكتاب حوار الأفكار

بقلم:مصطفى الفقي

إن قصتى مع معرض القاهرة الدولى للكتاب طويلة، فقد دعتنى هيئة المعرض على امتداد العقود الأخيرة لأكثر من ٢٥ لقاءً فكريًا سنويًا منذ مطلع الثمانينات بعد عودتى من الهند، حتى توقفت لأسباب صحية منذ أعوام قليلة، ولقد بدأ الأمر بدعوة من الراحل الدكتور سمير سرحان لأول لقاء فكرى مع رواد المعرض عام ١٩٨٥، واستمر التقليد منتظمًا حتى إننى عندما كنت سفيرًا لمصر فى النمسا فى الفترة من عام 1995 إلى 1999 كنت أشارك سنويًا فى إحدى أمسيات المعرض الكبرى عند زيارة مصر من مقر عملى ولو ليومين فقط.

وكان المعرض- ولا يزال- احتفالًا ثقافيًا دسمًا يحفل بكل مظاهر الاهتمام الزائد والإقبال الشديد، كما كان يتيح الفرصة كل عام للقاء كبار المثقفين برئيس الدولة فى أرض المعارض، حيث يجرى حوار بين الحاضرين ورئيس الجمهورية. وما زلت أتذكر حوار الأب الشرعى للقصة القصيرة الروائى الراحل يوسف إدريس مع الرئيس مبارك حول أسعار الكهرباء وعدد أجهزة التكييف فى منزل الكاتب الشهير.

وما زلت أتذكر حوار الرئيس مع المفكر المصرى الكبير محمد سيد أحمد، والراحلين أيضًا عبد العال الحمامصى وفيليب جلاب وغيرهما من رجال الإعلام والفكر والأدب والفن ثم السياسة. ولقد اقتنعت وقتها أن ذلك منبر ديمقراطى يتيح مساحة من الحوار تحتاجها مصر دائمًا باعتبارها (الدولة البوصلة) التى تحدد مسار المستقبل أمام المنطقة كلها.

وما زلت أتذكر برضا وسعادة بل واعتزاز مشاركتى مع الأستاذ محمد حسنين هيكل فى حواره أمام جمهور المعرض حيث أتاح لى ذلك أن أجلس إلى جانب تلك القامة الفكرية والإعلامية النادرة، وكان ذلك باختيار منه ودعوة كريمة للمشاركة معه، ولقد جرى اختيار كتابى (تجديد الفكر القومى) لكى يكون كتاب العام فى إحدى سنوات المعرض، كما نال كتاب آخر لى هو (الرؤية الغائبة) الجائزة السنوية للمعرض فى عام يليه، والكتابان من إصدارات دار الشروق التى يرأسها الصديق المهندس إبراهيم المعلم. كما أتاحت لى صلتى بمعرض القاهرة الدولى للكتاب أن أشارك فى ندوات موسعة مع عدد من كبار المفكرين والكتاب من أهل اليمين ومن أهل اليسار.

وما زلت أتذكر ذلك الحوار الحاد الذى جرى بينى وبين الراحل د.عصمت سيف الدولة حول الصراع العربى الإسرائيلى واحتمالات المستقبل أمامه، كما أننى شرفت بمناقشة بعض أعمال الكاتبة المتميزة سناء البيسى حول أحد إصداراتها الرائعة. كذلك تعرفت فى معرض القاهرة الدولى للكتاب على أسماء كبيرة مثل الشاعر العربى أدونيس واقتربت من أصدقاء مثل جابر عصفور وصلاح فضل، واستمعت إلى أشعار الكبار أمثال أحمد عبد المعطى حجازى وفاروق جويدة.

كما أتاح لى معرض القاهرة الدولى للكتاب أن أطل من نافذة الثقافة العربية عمومًا على أعمال أخرى لروائيين وكتاب عرب من خارج مصر، خصوصًا أن أشقاءنا كانوا يشتكون من أنهم يعرفون عن مصر كل شى بينما معلومات المصريين عما لديهم محدودة خصوصًا فى مجالات الشعر والقصة والأدب عمومًا، ولقد زال هذا الشعور فى السنوات الأخيرة وجرى انسياب إبداعات الأقطار العربية إلى كل مكان.

كذلك حفلت أمسيات معرض الكتاب فى بعض السنوات بورش عمل لمناقشة الأعمال الأدبية والإنتاج الفكرى لكثير من الرموز العالمية والمحلية، وحظيت (نوبل) نجيب محفوظ بالقدر الكبير الذى تستحقه من اهتمام أمسيات المعرض منذ عام ١٩٨٨ وهو عام حصول الأديب الكبير على تلك الجائزة العالمية والتى دفعت بالأدب العربى خطوات إلى الأمام خصوصًا فى مجالى والأدب والترجمة.

ويعد معرض القاهرة الدولى للكتاب منبرًا فكريًا وسياسيًا وأدبيًا وفنيًا منذ قام على أمره رؤساء للهيئة من أبرزهم تلميذة عميد الأدب العربى الدكتورة سهير القلماوى، وهى بالمناسبة أستاذة مباشرة للصديق الراحل جابر عصفور الذى أعطاه الوزير فاروق حسنى دائمًا مساحة واسعة فى ميدان الحركة الثقافية، مثلما أعطى تلك المساحة للدكتور سمير سرحان حتى تحول المعرض متوازيًا مع المجلس الأعلى للثقافة إلى بؤرة إبداع ازدهرت بها الثقافة المصرية بل والعربية أيضًا.

وقد كان يوم افتتاح المعرض سنويًا فى مقاره الثلاث التى مر عليها حتى وصل إلى مكانه الحالى مركز استقطاب شديد خصوصًا للأجيال الجديدة، حيث تزدحم الشوارع المؤدية إلى المعرض وتتراكم السيارات التى تحمل رواده متجهة إلى بواباته الكثيرة، ووقتها كانت أسعار الكتب متناسبة مع دخول الشباب، والطلاب فلم تكن أسعار الورق قد بلغت تلك الأرقام الفلكية التى نعانى منها الآن.

ولقد أكرمتنى دور النشر باحتفالات توقيع لكتبى بدءًا من دار الشروق والهيئة العامة للكتاب ودار نهضة مصر والدار المصرية اللبنانية ودار الهلال ومؤسسة الأهرام وهيئة قصور الثقافة، وغيرها من دور النشر التى تشرفت بالتعامل معها، بل إن ترجمة كتابى (الأقباط فى السياسة المصرية) قد حظيت فى طبعتيها الإنجليزية والفرنسية باهتمام بالغ فى معرض القاهرة، وإصداراته أيضًا فى معرض فرانكفورت الدولى.. إنها رحلة طويلة مع قلعة ثقافية شامخة كانت ولا تزال وسوف تظل منارة للأجيال على مر العصور.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعترافات ومراجعات 41 معرض الكتاب حوار الأفكار اعترافات ومراجعات 41 معرض الكتاب حوار الأفكار



GMT 03:30 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

القطب التيجاني... وحماية المستهلك الروحي!

GMT 03:11 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 03:10 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 03:08 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 01:24 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

قصة الراوي

GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
 صوت الإمارات - علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

GMT 15:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

تغير المناخ المستمر يشكل خطرًا على التوازن البيئي للطيور

GMT 17:51 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أشهر المطاعم العربية الحلال في جنيف

GMT 18:46 2013 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

"سوني" تطرح بلاي ستيشن 4 في عدد من الدول

GMT 13:10 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق المؤتمر الدولي للحد من الزئبق

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

أفكار بسيطة لتجديد المنزل بأقل التكاليف الممكنة

GMT 23:13 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

الإضاءة الداخلية عنوان في هوية المكان

GMT 20:50 2013 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إنفاق 237 مليار دولار سنويًا لدعم الطاقة في الشرق الأوسط

GMT 05:53 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسطنبول مدينة رائعة تحضن كل الأمزجة التي تنبض بالحياة

GMT 09:41 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

بحث مشاريع الطاقة بين الأردن ومصر والعراق

GMT 19:07 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة بطلة فيلم "لوليتا"

GMT 03:55 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إشادة كبيرة من الجمهور المشارك في حفل "الماسة كابيتال".

GMT 01:26 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير تشيز كيك التفاح بطريقة سهلة وبسيطة

GMT 10:14 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

إخراج عنكبوت صغير مِن أعماق أذن امرأة فيتنامية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates