عماد الدين أديب
تنشر الصحف منذ فترة أخباراً غير مؤكدة منسوبة إلى بعض قيادات الإخوان فى مصر عن النية فى حل الجماعة التى أسسها الأستاذ حسن البنا منذ 86 عاماً.
وفى رأيى المتواضع أن أزمة جماعة الإخوان المسلمين ليست فى البقاء أو الحل، وليست فى الشرعية أو التحريم، وليست فى اعتبارها جماعة سياسية أو جماعة إرهابية.
أزمة جماعة الإخوان فى رأيى هى حسم مسألة الهوية الخاصة بها. أزمة جماعة الإخوان تكمن فى تلك الثنائية التى عاشت عليها طوال عمرها.
عاشت الجماعة بتنظيم علنى وآخر سرى.
وعاشت الجماعة تنبذ العنف علناً ولكن تمارسه سراً.
وحينما أُتيح للجماعة، عقب ثورة يناير 2011، لأول مرة أن يكون لها حزبها السياسى الشرعى العلنى احتفظت بالجماعة وقامت بتأسيس الحزب.
إنها الثنائية العجيبة التى شكّلت تحدياً دائماً لكيان الإخوان المسلمين. احتفظ الإخوان بالجماعة الدعوية وأنشأوا الحزب السياسى ولم يقطعوا «الحبل السرى» الذى يربط بينهم وبين التنظيم الدولى والتنظيم السرى.
هذا المربع القائم على الدعوة والحزب والتنظيم الدولى والتنظيم السرى لا يمكن أن يستقيم.
لا بد أن يحدد العقلاء فى هذا التيار: هل يريدون جماعة علنية أم سرية؟ وهل يريدون تنظيماً وطنياً خالصاً أم تنظيماً دولياً تسيطر عليه قوى أجنبية؟ هل يريدون جماعة مدنية أم جماعة دينية؟ هل يريدون جماعة سلمية أم ميليشيا مسلحة؟
لا يمكن أن تكون الجماعة كل هذه الأشياء مجتمعة فى كيان واحد، ولا يمكن أن تكون الشىء ونقيضه.
أهم شىء فى أى كيان سياسى معاصر هو اتساقه البنيوى مع نفسه حتى لو كان يمثل تياراً معادياً.
مثلاً «داعش» تنظيم لا يدّعى أنه سلمى مدنى، بل يعلن أنه سلفى تكفيرى يمارس العنف لتحقيق أفكاره، هكذا دون أى التفاف أو دون وجود تناقض بين ما يُظهر علناً وحقيقة ما يبطن.
نحن بحاجة ماسة إلى أن يخرج علينا العقلاء فى جماعة الإخوان ليقولوا لنا: هل سوف يستمرون فى هذه الازدواجية أم هناك قرار تاريخى لا بد من اتخاذه؟!