على مقهى فى حى الحسين، جلس أحد كبار الكتاب يحتسى كوباً من الشاى بالنعناع الأخضر قبيل أذان صلاة الفجر، وبينما هو ينفث دخان الشيشة باغته شاب من شباب الثوار ليقطع عليه خلوته الجميلة ودار بينهما الحوار التالى:
الشاب: يا أستاذ أنا زعلان منك!
الكاتب: خير إن شاء الله؟
الشاب: يا أستاذ أجد كتاباتك هذه الأيام فاقدة للحرارة والثورية! فين أيام مرسى؟!
الكاتب: أيام الرئيس مرسى كنت ضد الإخوان، أما الآن فأنا مع ثورة 30 يونيو.
الشاب: الثورة مستمرة وأبدية يا أستاذ والكاتب لا يعرف المهادنة وقلمه لا يعرف الاستراحة!
الكاتب: يا عزيزى التأييد أو المعارضة ليست مواقف أبدية، لكنها مرتبطة بالحدث ذاته.
الشاب: كيف يا أستاذ؟
الكاتب: من الممكن أن تنتقد إنجازاً للحكومة يوم السبت وتؤيدها فى إنجاز آخر يوم الأحد!
الشاب: عفواً هذه انتهازية!
الكاتب: عفواً هذه هى الموضوعية!
الشاب: كيف؟
الكاتب: الإنسان الموضوعى يعرض الحدث على عقله وقلبه وضميره بعدما يكون قد قام بالتدقيق فى المعلومات والحقائق.
الشاب: وظيفة الكاتب والصحافة عموماً هى نشر المعلومات.
الكاتب: ولكن بعضنا للأسف ينشر الشائعات أو المعلومات الناقصة، فتصبح مثل الطبيب الجراح الذى يفتح بطن المريض دون أن ينهى العملية!
الشاب: لقد هربت من سؤالى لماذا تؤيد النظام؟
الكاتب: أنا مع مشروع الدولة.
الشاب: إذن أنت مع الحكومة.
الكاتب: الدولة غير الحكومة!
الشاب: كيف؟
الكاتب: مشروع الدولة المدنية التى تعيش تحت سقف القانون شىء، والحكومة كسلطة تنفيذية التى قد تصيب وتخطئ شىء آخر!
الشاب: يعنى إيه؟
الكاتب: الدولة شىء، والنظام شىء آخر، والحكومة شىء ثالث.
الشاب: مش فاهم؟!
الكاتب: يا ابنى إنت خريج أى جامعة؟
الشاب: أنا خريج معهد اللاسلكى.
الكاتب: معهد اللاسلكى؟! طيب عن إذنك بقى علشان لا تفوتنى صلاة الفجر.
الشاب: خير يا أستاذ إنت بقيت من الإخوان؟
الكاتب (مستنكراً): يا ابنى هما علموك فى معهد اللاسلكى إن اللى بيصلى الفجر يصبح إخوانياً!
(وانتهى الحوار).